انخفضت أسعار النفط بنسبة تقارب 1% يوم الاثنين، مع تقييم المستثمرين لاحتمالية تخمة المعروض العالمي، وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما زاد من مخاوفهم بشأن تباطؤ النشاط الاقتصادي وانخفاض الطلب على الطاقة. أظهرت هيكلية العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي أن مخاوف تجار النفط قد تحولت من نقص إمدادات النفط إلى وجود فائض. يُظهر فارق الأسعار لعقود برنت والخام الأميركي الآجلة لستة أشهر أن عقود التحميل المبكر تُتداول بأسعار أقل من عقود التحميل المتأخر، وهي ظاهرة تُعرف باسم «كونتانجو»، مما يتيح للمتداولين فرصة دفع تكاليف تخزين النفط لبيعه بأسعار أعلى عندما يكون هناك توقع بانكماش الإمدادات في المستقبل، حيث بلغ «كونتانجو» برنت، الذي ظهر يوم الخميس للمرة الأولى منذ وقوعه لفترة قصيرة في مايو، أوسع نطاق له منذ ديسمبر 2023. في حين ظهر «كونتانجو» العقود الآجلة للخام الأميركي يوم الجمعة لأول مرة منذ يناير 2024. قال جون كيلدوف، الشريك في «أجين كابيتال»: «تتحول مخاوف تخمة المعروض إلى السوق، لا سيما مع اقتراب عام 2026، وسنبدأ برؤية انتعاش في المخزونات العائمة وامتلاء الخزانات الداخلية»، وأضاف كيلدوف: «هذا سيناريو هبوطي حقيقي لم نشهده منذ فترة». انخفض كلا الخامين القياسيين بأكثر من 2% الأسبوع الماضي، مما يعكس ثالث انخفاض أسبوعي على التوالي، ويعزى هذا جزئيًا إلى توقعات وكالة الطاقة الدولية بتزايد تخمة المعروض في عام 2026. في الأسبوع الماضي، حثّت رئيسة منظمة التجارة العالمية الولايات المتحدة والصين على تهدئة التوترات، محذرةً من أن انفصال أكبر اقتصادين في العالم قد يؤدي إلى نقص في الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة 7% على المدى الطويل. تجددت حرب التجارة بين أكبر مستهلكين للنفط مؤخرًا، حيث فرض كل منهما رسوم موانئ إضافية على السفن التي تحمل بضائع بينهما، في خطوة متبادلة قد تعكر صفو تدفقات الشحن العالمية. ولا يزال مستقبل إمدادات النفط الروسية غامضًا، حيث حذر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجددًا يوم الأحد من أن واشنطن ستبقي على رسوم جمركية “ضخمة” على الهند ما لم تتوقف عن شراء النفط الروسي. وفي ما يتعلق بالعرض، أضافت شركات الطاقة الأميركية الأسبوع الماضي منصات حفر لأول مرة منذ ثلاثة أسابيع، وفقًا لشركة خدمات الطاقة بيكر هيوز. (رويترز)