عبر عدد من المزارعين الأمريكيين عن استيائهم من مقترح الرئيس دونالد ترامب، بشأن استيراد المزيد من لحوم الأبقار من الأرجنتين، وفقًا لوكالة «رويترز».
سُلّطت الأضواء على أن هذا الاقتراح يأتي بعد انتكاسة المزارعين في مبيعات «فول الصويا» لصالح الأرجنتين، والتي أعلنت نجاحها في بيع كميات أكبر إلى الصين، أكبر مشترٍ للفول في العالم.
انتقاد للمقترح: لا يخفض أسعار السلع الأساسية
رأى مربو الماشية أن هذا الاقتراح يُشكل تهديدًا لسبل عيشهم ولأسواقهم الحرة، خاصة في وقت يشهد فيه المزارعون أرباحًا جيدة من ارتفاع الأسعار والطلب القوي على الماشية. وصف كولين وودال، الرئيس التنفيذي لمجموعة «الرابطة الوطنية للحوم الماشية»، هذا الاقتراح بأنه يخلق حالة من الفوضى في وقت حرج، ولا يساهم بأي شكل في خفض أسعار السلع الغذائية في المتاجر.
في الشهر الماضي، أثارت إدارة ترامب استياء المزارعين بعد تفاوضها على دعم مالي للأرجنتين، بينما كانت «بوينس آيريس» تبيع فول الصويا للصين، التي لم تشترِ كميات من الصويا الأمريكي بسبب النزاع التجاري. واعتبر روب لاريو، رئيس الاتحاد الوطني للمزارعين، أن «آخر ما يحتاجه المزارعون هو مكافأة الأرجنتين باستيراد المزيد من لحوم الأبقار».
اقترح ترامب زيادة الواردات من الأرجنتين على متن الطائرة الرئاسية، قائلًا: «إذا اشترينا بعض اللحوم البقرية من الأرجنتين، سنساعدهم، وهي بلدة صديقة للغاية».
استبعاد انخفاض الأسعار
اعتبر خبراء الاقتصاد أن زيادة الواردات من الأرجنتين، التي تمثل حوالي 2% من إجمالي واردات اللحوم الأمريكية العام الماضي، من غير المحتمل أن تؤدي إلى خفض الأسعار المحلية. وذكرت مجموعة «شتاينر كونسالتنج» أن «الولايات المتحدة لا تستطيع شراء كميات كافية من لحوم الأبقار الأرجنتينية لتحريك الأسواق بشكل ملحوظ».
وحذر اقتصاديون من أن هذه الواردات قد تثني المنتجين الأمريكيين عن توسيع قطعانهم لزيادة الإنتاج المحلي، حيث يستغرق «إنتاج-تربية» الماشية المكتملة النمو حوالي عامين، كما أشار ديريل بيل، الخبير الاقتصادي الزراعي بجامعة ولاية أوكلاهوما.
علّق زيبي دوفال، رئيس مكتب المزرعة الأمريكي، قائلًا: «إغراق الأسواق بلحوم مستوردة يمكن أن يؤثر سلبًا على قدرة بلدنا على تحقيق الاستقلال الغذائي على المدى الطويل».
وفقًا لـ«رويترز»، انخفضت «مخزونات الثروة» للماشية الأمريكية في يناير إلى أدنى مستوى لها منذ حوالي 75 عامًا، بعد تقليص المزارعين لقطعانهم نتيجة للجفاف المستمر، ما أدى إلى احتراق المراعي وارتفاع تكاليف الأعلاف.