«تراجع بأسعار الفضة عالمياً بنسبة 1.05%.. هل هو تصحيح فني أم بداية انعكاس للاتجاه؟»

  • أسعار الفضة 2025: العقود الآجلة تسجل تراجعًا.. هل تصل الموجة الصاعدة إلى نهايتها؟.
  • تحليل عقود الفضة (ديسمبر 2025): انخفاض بحوالي 1.05% بالرغم من قربها من أعلى مستوى سنوي.
  • سوق المعادن: الفضة تنخفض تحت حاجز 51 دولاراً في التداولات الحية.
  • مستقبل الفضة 2025: تحليل البيانات اليومية والسنوية بعد التراجع الأخير.
  • المستثمرون في الفضة: العقود الآجلة تسجل 50.845 دولاراً تحت ضغوط بيعية.

الفضة 2025: ضغوط بيعية قصيرة الأجل تواجه اتجاهاً صاعداً طويل الأمد.

شهدت أسواق المعادن الثمينة، مطلع التعاملات الصباحية، حركة تداول نشطة على عقود الفضة الآجلة، وتحديداً عقد ديسمبر 2025.

أظهرت البيانات المباشرة انخفاضاً ملحوظاً في أسعار هذه العقود المتداولة بالدولار الأمريكي، حيث سجل آخر سعر 50.845 دولاراً للأونصة.

ويمثل هذا التراجع 0.539 دولاراً، أي ما يعادل انخفاضًا بنسبة 1.05%، مما يشير إلى غلبة القوى البيعية في الساعات الأولى من التداول.

تحليل الأداء اليومي: صراع البائعين والمشترين

عند التعمق في تفاصيل الأداء اللحظي، تكشف البيانات عن “مدى يومي” متقلب، حيث تحركت الأسعار بين حد أدنى عند 50.565 دولاراً وحد أعلى بلغ 51.615 دولاراً.

هذا النطاق، الذي يقترب من دولار كامل، يعكس حالة من عدم اليقين على المدى القصير، وصراعاً واضحاً بين المشترين والبائعين.

إن تسجيل السعر الأخير (50.845 دولاراً) يضعه في النطاق الأدنى من المدى اليومي، وهو مؤشر فني على أن ضغوط البيع كانت هي المسيطرة، حيث نجحت في دفع السعر للأسفل بعيداً عن قمته اليومية المسجلة عند 51.615 دولاراً.

هذا التراجع، الذي يتجاوز 1%، يُعتبر حركة سعرية كبيرة في سوق العقود الآجلة للمعادن، وقد يكون ناتجاً عن عمليات جني أرباح سريعة أو رد فعل على أخبار لم تستوعبها الأسواق بالشكل الكافي بعد.

السياق الأوسع: قراءة في المدى السنوي (52 أسبوعاً)

على الرغم من هذا الانخفاض اليومي، فإن وضع عقود الفضة في سياقها الأوسع على مدار العام الماضي (52 أسبوعاً) يقدم صورة مختلفة تمامًا، بل ومتناقضة.

تُظهر البيانات أن المدى السنوي للأسعار كان هائلاً، حيث تراوح بين قاع سحيق عند 27.545 دولاراً وقمة شاهقة بلغت 53.765 دولاراً.

هنا يكمن جوهر التحليل؛ فالسعر الحالي البالغ 50.845 دولاراً، رغم تراجعه اليومي، لا يزال يحوم بالقرب من أعلى مستوى سنوي له.

هذا يعني أن المستثمرين الذين دخلوا السوق بالقرب من القاع السنوي لا يزالون يحققون أرباحاً استثنائية تقترب من الضعف.

هذا التموضع المرتفع يشير إلى أن الاتجاه العام لعقود الفضة الآجلة لديسمبر 2025 هو “اتجاه صاعد قوي” على المدى الطويل.

ويبدو أن الانخفاض الحالي بنسبة 1.05% ليس، بناءً على هذه المعطيات وحدها، انعكاساً للاتجاه، بل هو أقرب إلى “تصحيح فني” أو “استراحة محارب” بعد الوصول إلى مستويات قريبة جداً من المقاومة السنوية.

تفسير بيانات عقد “ديسمبر 2025”

من المهم الإشارة إلى أن هذه الأسعار لا تخص الفضة الفورية، بل “عقود ديسمبر 2025”.

هذه العقود تعكس توقعات السوق والمستثمرين لسعر الفضة بعد أكثر من عام من الآن.

إن تداول هذه العقود عند مستويات تتجاوز 50 دولاراً هو بحد ذاته مؤشر قوي على أن التوقعات طويلة الأجل للفضة لا تزال إيجابية للغاية.

المستثمرون الذين يشترون أو يبيعون هذا العقد يراهنون على العوامل التي ستؤثر على العرض والطلب حتى نهاية عام 2025، والتي تشمل عادةً الطلب الصناعي، والسياسات النقدية للبنوك المركزية، والتوترات الجيوسياسية، وقوة الدولار الأمريكي.

خلاصة التحليل: تضارب الإشارات

تضع البيانات المقدمة سيناريو “تضارب الإشارات” الكلاسيكي في الأسواق المالية:

إشارة سلبية (قصيرة الأجل): انخفاض يومي بنسبة 1.05%، وتداول السعر قرب القاع اليومي، مما يشير إلى وجود ضغط بيعي حالي.

إشارة إيجابية (طويلة الأجل): تداول السعر قرب أعلى مستوى له في 52 أسبوعاً، مما يعكس اتجاهاً عاماً صاعداً قوياً وثقة كبيرة في مستقبل المعدن الأبيض.

يمكن تفسير الانخفاض الحالي على أنه محاولة من السوق لاختبار مستويات الدعم بعد فشل مؤقت في اختراق القمة السنوية.

سيكون المستوى النفسي عند 50.000 دولار وكذلك القاع اليومي عند 50.565 دولار مناطق دعم حرجة يجب مراقبتها.

إن كسر هذه المستويات قد يفتح الباب لمزيد من جني الأرباح، بينما الثبات فوقها قد يعني ببساطة تجميعاً للقوة قبل محاولة جديدة لاختراق القمة التاريخية عند 53.765 دولاراً.