يوم صعب مرّ على شركة أمازون لخدمات الإنترنت (Amazon Web Services- AWS)، هكذا وصف رئيس شركة التكنولوجيا الكبرى كلاودفلير (Cloudflare) ما حدث، وربما تنفس الصعداء لأن هذا الانقطاع الذي طال أكثر من ألف شركة، وأثّر على ملايين المستخدمين حول العالم، لم يكن من مسؤوليته.
تنوعت المواقع المتأثرة بشكل كبير، فقد تعطلت منصات تواصل اجتماعي مثل سناب شات وريديت، وعدد من البنوك مثل لويدز وهاليفاكس، وألعاب مثل روبلوكس وفورتنايت.
أمازون ويب سيرفيسز شركة أمريكية عملاقة ذات حضور عالمي واسع، رسّخت مكانتها كعمود فقري للإنترنت، فهي توفر الأدوات والخوادم التي تُمكّن نحو ثلث الإنترنت من العمل، وتوفر مساحة لتخزين وإدارة قواعد البيانات، وتُغني الشركات عن بناء وصيانة أنظمتها التقنية المكلفة، كما تتولى توجيه حركة البيانات بين المستخدمين والمنصات.
تسوق AWS لخدماتها بشعار: “دعنا نُلبّي احتياجات أعمالك التقنية نيابة عنك”.
لكن، وقع خطأ عادي جداً، وهو نوع شائع من الانقطاعات، يُعرف باسم خطأ نظام اسم النطاق (DNS).
العاملون في مجال التقنية يعرفون هذا النوع من الأعطال جيداً، وربما قالوا العبارة المألوفة: “إنها دائماً مشكلة الـDNS!”.
المفترض أنه عندما يضغط المستخدم على تطبيق أو رابط، يرسل جهازه طلباً للاتصال بالخدمة، ويعمل نظام أسماء النطاقات (DNS) كخريطة توجه الطلب إلى الموقع الصحيح، ولكن في هذا اليوم، فقدت AWS الاتجاه، فكانت منصات مثل سناب شات وكانفا وهيئة الضرائب البريطانية (HMRC) موجودة، إلا أن النظام لم يتمكن من تحديد مواقعها لتوجيه حركة البيانات إليها.
لماذا كان للعطل هذا التأثير الكبير؟
تحدث مثل هذه الأخطاء لعدة أسباب، وعادة ما تكون بسبب مشكلة صيانة، أو عطل في الخادم، وأحياناً يكون السبب خطأً بشرياً، أو إعداد خاطئ لشيء ما في مكان ما، وفي الحالات القصوى قد يكون هجوماً إلكترونياً، رغم أنه لا يوجد دليل على ذلك حتى الآن.
أعلنت AWS أن الحادثة وقعت في مصنعها الضخم لمركز البيانات في شمال فرجينيا، وهو أقدم وأكبر موقع لها.
أشار عدد من الخبراء إلى أن ما حدث اليوم دليلٌ واضحٌ على مخاطر وضع كل البيض في سلة واحدة، فـ AWS شركة عملاقة يعتمد عليها ملايين الشركات.
على الرغم من صحة هذا الرأي، تكمن المشكلة في عدم وجود الكثير من البدائل على المستوى الهائل الذي توفره AWS.
في الواقع، لا يوجد سوى منافسين رئيسيين، وكلاهما شركتان أمريكيتان عملاقتان هما: Azure من مايكروسوفت ومنصة Google السحابية.
من بين المنافسين الأصغر حجماً شركة آي بي إم وشركة علي بابا الصينية، وأطلقت الشركة الأم لسوبر ماركت ليدل (Lidl) العام الماضي منافساً أوروبياً تحت اسم ستاكيت (Stackit)، في منافسة مباشرة مع أمازون.
لكن، تبقى AWS اللاعب المهيمن بفارقٍ كبير.
يجادل البعض بأن المملكة المتحدة وأوروبا بحاجة ماسة لتطوير بنيتها التحتية الخاصة وأن تكون أقل اعتماداً على الولايات المتحدة في الخدمات السحابية، بينما يرى آخرون أنه فات الأوان.
أحد العاملين في الحكومة البريطانية ذكر أن نائباً اقترح بشكل غير رسمي إنشاء نسخة بريطانية من AWS.
وكان الرد: “ما الجدوى من ذلك ونحن لدينا بالفعل AWS متاحة من الخارج؟”.
ربما تبرز حوادث مثل هذه أهمية أن الأمر ليس بهذه البساطة.