«تراجع طفيف في سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم، ما هي التفاصيل؟»

شهدت التعاملات الصباحية في البنوك المصرية اليوم انخفاضًا طفيفًا في سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري، إذ تراجع بنحو قرشين مقارنة بمستويات أمس، في استمرار لحالة التذبذب المحدود التي تسيطر على سوق العملات في الفترة الأخيرة، هذا الانخفاض الطفيف لم يكن غير متوقع للمحللين، حيث جاء في إطار استقرار السوق بعد التغيرات الكبيرة التي شهدها الاقتصاد المصري منذ بداية العام، خاصة بعد تحرير سعر الصرف بناءً على ما تم الإعلان عنه رسميًا من الجهات المختصة.

تفاصيل أسعار الريال السعودي اليوم في البنوك المصرية

بحسب رصد موقع “مباشر بنوك مصر”، جاءت أسعار الريال السعودي مقابل الجنيه المصري في البنوك المحلية على النحو التالي:

على الرغم من أن الفارق بين البنوك لا يتجاوز بضعة قروش، إلا أن هذا التفاوت يعكس سياسة العرض والطلب التي أصبحت تحكم السوق بعد التحرير الكامل لسعر الصرف، حيث لم تعد الأسعار ثابتة أو محددة مسبقًا من قبل البنك المركزي كما كان الوضع في السابق.

مقارنة مع أسعار أمس الاثنين

في تعاملات يوم الاثنين 20 أكتوبر 2025، استقر سعر الريال السعودي في معظم البنوك عند 12.62 جنيه للشراء و12.69 جنيه للبيع، مما يعني أن التراجع الذي سجله اليوم لا يتجاوز قرشين تقريبًا، ويعتبر هذا الانخفاض مؤشرًا على استقرار السوق وغياب المضاربات الحادة التي كانت تحدث في فترات سابقة، خاصة عقب التعويم.

تحرير سعر الصرف.. نقطة التحول الكبرى

لا يمكن الحديث عن تحركات العملات في مصر دون التطرق إلى القرار التاريخي الذي اتخذه البنك المركزي المصري يوم 6 مارس 2024، عندما سمح مجددًا بتحرير سعر الصرف، بعد عام من الاستقرار النسبي في سعر الدولار عند حدود 30.83 جنيه للشراء و30.96 جنيه للبيع، كان هذا القرار بمثابة نقطة تحول حقيقية في السياسة النقدية المصرية، حيث ترك البنك المركزي تحديد الأسعار لآليات السوق بدون تدخل مباشر، ما أعاد تشكيل المشهد الاقتصادي بالكامل.

منذ ذلك الحين، شهدت البنوك ارتفاعًا كبيرًا في أسعار العملات الأجنبية، كان أبرزها الدولار الأمريكي الذي تجاوز حاجز 50 جنيهًا في بعض الفترات، قبل أن يبدأ في التراجع التدريجي مع استقرار الأسواق وزيادة المعروض من العملة الصعبة بسبب ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج وعائدات السياحة والصادرات.

أسباب التراجع الطفيف في سعر الريال السعودي اليوم

يرى خبراء الاقتصاد أن انخفاض الريال السعودي اليوم أمام الجنيه المصري يعود إلى عدة عوامل رئيسية، من أبرزها:

1. زيادة المعروض من الريال في البنوك نتيجة ارتفاع حركة السفر للعمرة وموسم الحج الذي انتهى مؤخرًا، ما جعل كميات الريال المتاحة لدى البنوك أكبر من الطلب الحالي.
2. استقرار سعر الدولار في السوق الرسمية خلال الأيام الماضية، مما انعكس إيجابًا على باقي العملات المرتبطة به مثل الريال السعودي.
3. تحسن موارد الدولة من النقد الأجنبي بعد زيادة الصادرات وتراجع فاتورة الواردات، ما دعم استقرار الجنيه بشكل نسبي.
4. غياب المضاربات في السوق السوداء، حيث أصبحت التعاملات أكثر شفافية بفضل تشديد الرقابة وتوافر العملة الأجنبية داخل البنوك وشركات الصرافة المعتمدة.