«صرف فوري» راتبك لحظة بلحظة.. تقنية جديدة تحدث تحولًا جذريًا في عالم الرواتب وتزعزع أسس التمويل التقليدية

تسريع وصول المرتبات لمستحقيها أصبح حلمًا قريبًا من الحقيقة، مع إطلاق منظومة «راتبك لحظي» التي تهدف إلى تحويل الرواتب إلكترونيًا بسرعة ودقة أعلى، بدلاً من النظام التقليدي القديم الذي كان يستغرق أسابيع لصرف الرواتب في ليبيا.

كيف تعمل منظومة «راتبك لحظي» لتسريع وصول المرتبات للموظفين؟

تعتمد منظومة «راتبك لحظي» على تقنية حديثة، تسمح بصرف الرواتب مباشرة إلى حسابات الموظفين في القطاع العام دون الحاجة إلى تسجيل مباشر من قبلهم، إذ تجري عملية مطابقة البيانات آليًا مع المعلومات المحالة من وزارة المالية، وهذا ما يجعلها أسرع من النظام السابق الذي كان يمر بعدة خطوات طويلة ومعقدة. يشمل النظام الجديد تحويل رواتب 950 ألف موظف، كما يوفر التطبيق الخاص بالمنظومة إمكانية الاطلاع الفوري على حالة انتقال الرواتب إلى حساباتهم، ما يعزز الشفافية والمتابعة لحظة بلحظة.

مزايا التسجيل واستخدام منصة «راتبك لحظي» لضمان تسريع المرتبات

لا يشترط وجود حساب مسبق على المنظومة لضمان استلام المرتب، حيث ترسل رسائل إشعار تلقائية للموظفين لإبلاغهم بوصول الرواتب، ويمكن التسجيل بمنتهى السهولة عبر الموقع الإلكتروني عبر إدخال الرقم الوطني ورقم الهاتف المرتبط به وجواز السفر، ثم يتم التحقق من هذه البيانات أوتوماتيكيًا من قبل مصرف ليبيا المركزي. يستطيع كل قطاع حكومي إدخال بيانات موظفيه من خلال النافذة الخاصة بهم في منظومة المرتبات المربوطة بوزارة المالية، مما يضمن تحديث بيانات الرواتب بشكل مستمر وسلس.

دور منظومة «راتبك لحظي» الرقابي والآلي لتسريع صرف المستحقات المالية

تختلف منظومة «راتبك لحظي» عن منظومات الموارد البشرية أو الأقسام المالية، إذ أنها لا تحتسب مستحقات الموظفين أو الخصومات بل تقتصر على تحويل المستحقات التي تحددها الجهات المختصة والوزارة المالية إلى حساباتهم المصرفية. تشمل هذه المستحقات الراتب الأساسي وبدل الإجازات والعلاوات وغيرها من الحقوق، مع الحفاظ على المرجعية القانونية والمالية، حيث تُراجع وترصد الجهات المختصة كافة البيانات قبل إحالتها إلى البنك المركزي. تبقى الرقابة القانونية والمالية على منصات الوزارة والإدارات المعنية، عدا أن «راتبك لحظي» يُسهل فقط تدفق الأموال بشكل آني ودقيق، مما يدعم العدالة الاجتماعية ويساعد في توزيع الرواتب على جميع الموظفين في شرق ليبيا وغربها وجنوبها.

ميزة المنظومةالتفصيل
عدد الموظفين المستفيدين950 ألف موظف في القطاع العام
التحقق الآليمطابقة البيانات تلقائيًا دون تدخل الموظف
متابعة الرواتبتطبيق مخصص لعرض حالة وصول الراتب
التوزيع الجغرافيشامل للموظفين في كل المناطق الليبية
التكامل مع الجهات الحكوميةتحديث البيانات عبر منظومة المرتبات بوزارة المالية

يؤكد مصرف ليبيا المركزي أن منظومة «راتبك لحظي» لا تزيد عبئًا على الوحدات الإدارية بل توفر مرونة وكفاءة أعلى في توزيع السيولة بين المصارف، كما تعطي صورة فورية لتدفق الأموال مما يعزز التخطيط المالي. مع استمرار الدور الرقابي القانوني من ديوان المحاسبة والإدارة الرقابية عبر مراجعة المستندات والبيانات، يضمن النظام شفافية كاملة. لذلك، دُعي كل المسؤولين في الوحدات الحكومية والهيئات لتسجيل بيانات موظفيهم بسرعة للاستفادة من هذه المنظومة التي تنقل صرف الرواتب إلى مستوى جديد من السرعة والدقة.

تأثير منظومة “راتبك لحظي” على الاقتصاد الليبي

تُعد منظومة “راتبك لحظي” خطوة هامة نحو تعزيز الشمول المالي في ليبيا، من خلال تسهيل وصول الموظفين إلى رواتبهم في الوقت المناسب، مما يمكنهم من تلبية احتياجاتهم الأساسية وتحسين مستوى معيشتهم، وبالتالي، يُمكن أن يسهم ذلك في تحفيز الإنفاق الاستهلاكي ودعم النمو الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، تساعد المنظومة في تقليل الاعتماد على النقد، وتشجيع استخدام الخدمات المالية الرقمية، وهو ما يعزز الشفافية ويقلل من فرص الفساد وغسيل الأموال.

التحديات المحتملة وكيفية التغلب عليها

على الرغم من المزايا العديدة التي تقدمها منظومة “راتبك لحظي”، قد تواجه بعض التحديات، مثل ضرورة ضمان أمن البيانات وحماية خصوصية الموظفين، بالإضافة إلى الحاجة إلى توفير الدعم الفني والتدريب اللازم للموظفين والجهات الحكومية لضمان الاستخدام الفعال للمنظومة. للتغلب على هذه التحديات، يجب على مصرف ليبيا المركزي والجهات المعنية الاستثمار في تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، وتعزيز التعاون مع الشركات المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، وتنظيم حملات توعية وتدريب للموظفين والجمهور.