شهدت أسعار الذهب في مصر تراجعًا ملحوظًا خلال الساعات الماضية، إذ انخفض سعر جرام عيار 21 من 5900 جنيه، وهو أعلى مستوى تاريخي للذهب، إلى 5470 جنيهًا، بفارق بلغ نحو 430 جنيهًا، بالتزامن مع هبوط عالمي كبير للمعدن النفيس، حيث فقدت الأونصة أكثر من 7% من قيمتها في يوم واحد، مسجلة أسوأ أداء يومي منذ عام 2013.
سبب تراجع سعر الذهب في مصر
قال رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، إيهاب واصف، إن الانخفاض الحاد في الأسواق العالمية انعكس مباشرة على الأسعار المحلية، موضحًا أن الأونصة سجلت مستوى قياسيًا بلغ 4382 دولارًا يوم الإثنين، قبل دخولها في موجة تصحيح قوية. أكد واصف أن هذا التصحيح جاء بعد ارتفاعات متتالية دفعت الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، مما دفع المستثمرين إلى جني الأرباح، خاصة مع ارتفاع الدولار وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، مضيفًا أن تراجع المخاوف الجيوسياسية مؤقتًا أسهم في زيادة ضغوط البيع على الذهب، مؤكدًا أن الأسعار المحلية تتأثر بشكل مباشر بتحركات السوق العالمية نظرًا لارتباط التسعير بالدولار. أضاف واصف أن الهبوط الحالي لا يعني ضعفًا في الذهب كأصل استثماري، بل هو جزء من دورة تصحيح طبيعية بعد موجة صعود حادة، وشدد على أن المعدن النفيس لا يزال يحتفظ بجاذبيته كأداة للتحوط من التضخم وحفظ القيمة على المدى الطويل، وأضاف أن الأسعار الحالية قد تمثل فرصة للمستثمرين الراغبين في الشراء، متوقعًا عودة الأونصة للارتفاع تدريجيًا مع أي بوادر لتخفيف السياسة النقدية من جانب الفيدرالي الأمريكي.
هل انتهت موجة صعود الذهب؟
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي عز الدين حسانين إن ما حدث لا يعدو كونه “تصحيحًا فنيًا مؤقتًا” بسبب مضاربات ومكاسب سريعة لبعض اللاعبين الكبار في السوق، مشيرًا إلى أن الذهب لا يزال في اتجاه صاعد طويل المدى. أوضح حسانين لـ”تليجراف مصر” أن تراجع الأسعار يتيح لهؤلاء المستثمرين الكبار إعادة الشراء عند المستويات المنخفضة، ما يمهد لصعود جديد في المرحلة المقبلة، مضيفًا أن المعدن الأصفر تمكن من تكوين مستويات دعم قوية عند 4000 دولار للأونصة، ويتجه نحو تجاوز حاجز المقاومة التاريخية عند 5000 دولار خلال الفترة القادمة وفقًا لتقديراته. شدد على أن ما نشهده اليوم هو استراحة قصيرة في مسار صاعد طويل، مضيفًا أن الذهب سيظل واحدًا من أهم أدوات التحوط والحفاظ على الثروة في مواجهة التغيرات الاقتصادية الحادة التي يشهدها العالم.
توقعات سعر الذهب
أكد المحلل الاقتصادي، محمد عبد الوهاب، أن الانخفاض الأخير يمثل تصحيحًا طبيعيًا بعد الموجة القياسية التي دفعت الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق فوق 4380 دولارًا للأوقية، مما أسفر عن تراجع بفعل عمليات جني الأرباح، إلى جانب تحول شهية المستثمرين نحو الأصول عالية المخاطرة مثل الأسهم والعملات الرقمية. أضاف عبد الوهاب لـ”تليجراف مصر” أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري مع الصين ساهمت في تهدئة الأسواق ودعم الدولار، مما ضغط على أسعار الذهب بشكل إضافي. أشار إلى أن الأسواق تترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي، فأي تشديد في السياسة النقدية أو استمرار في رفع أسعار الفائدة قد يضغط على الذهب مؤقتًا، بينما أي اتجاه نحو خفض الفائدة قد يدعم الأسعار مجددًا، مؤكدًا أن ما يجري في الأسواق لا يعكس انهيارًا بل تصحيحًا صحيًا ضمن مسار صعودي طويل الأمد، خاصة في ظل بقاء التوترات الجيوسياسية واستمرار أزمات الديون العالمية. أكد عبد الوهاب أن الطلب الاستهلاكي القوي من الأسواق الآسيوية الكبرى مثل الهند والصين سيبقى داعمًا للأسعار على المدى الطويل، حتى مع استمرار التذبذبات قصيرة الأجل، مشيرًا إلى أن مستويات 4300 و4400 دولار للأوقية تظل أهدافًا ممكنة في حال تزايد التوترات السياسية أو ضعف الدولار مجددًا. وعلى الصعيد المحلي، توقع عبد الوهاب أن يستقر سعر جرام الذهب عيار 21 قرب مستوى 5600 جنيه خلال الأيام المقبلة، مع احتمال صعوده تدريجيًا إذا تعافت الأسعار العالمية، موضحًا أن السوق المصرية تمر بمرحلة ترقب لحين اتضاح الاتجاه العام للأسعار. أشار إلى أن استمرار البنوك المركزية العالمية في تبني سياسات نقدية مرنة سيعيد الزخم إلى الذهب كملاذ آمن في مواجهة تقلبات الاقتصاد العالمي.
اقرأ أيضًا:
- أسعار الذهب اليوم في مصر.. كم بلغ عيار 21؟.
- ما أسباب تراجع الدولار أمام الجنيه؟.
- كم يبلغ سعر جرام الذهب عيار 21، استقرار في سوق الصاغة.
