اكتشاف علمي جديد يكشف عن أسرار “المطر الشمسي” ويعيد تشكيل فهم العلماء لطبيعة هالة الشمس

تم تحديثه الإثنين 2025/10/27 06:12 م بتوقيت أبوظبي

كشفت دراسة جديدة من جامعة هاواي أن ما يُطلق عليه “المطر الشمسي” ليس ماءً، بل هو بلازما متوهجة مكونة من الحديد والسيليكون، مما يفتح أمامنا آفاقًا جديدة لفهم أسرار الشمس وهالتها.

ما هو “المطر الشمسي”؟

يشير العلماء إلى أن هذه الظاهرة تتشكل نتيجة تيارات غير منتظمة من العناصر الثقيلة، مثل الحديد والسيليكون والمغنيسيوم، التي تتحرك بسرعات عالية داخل الهالة الشمسية، وأثناء سقوطها، ترسم هذه البلازما المشحونة كهربائيًا خطوطًا متوهجة تعكس البنية المخفية للمجالات المغناطيسية للشمس، مكونة أقواسًا هائلة قد يبلغ ارتفاعها خمسة أضعاف حجم كوكب الأرض.

يُعتبر هذا الاكتشاف تحولًا علميًا بارزًا، لأنه يتناقض مع الاعتقاد السائد سابقًا بأن توزيع العناصر داخل الهالة الشمسية ثابت، وبفضل النماذج الحاسوبية المتطورة، تبين للباحثين أن تغيير تركيز العناصر مع مرور الزمن يؤدي إلى تشكل المطر الإكليلي في غضون 35 دقيقة فقط، في حين كانت النماذج التقليدية تحتاج إلى عدة ساعات أو حتى أيام لتفسير هذه الظاهرة.

تفسير علمي غير مسبوق لظاهرة المطر الشمسي

بحسب الباحثين، فإن زيادة تركّز عناصر مثل الحديد في قمم الحلقات الإكليلية تسبب ارتفاعًا في فقدان الطاقة الإشعاعية، مما يؤدي إلى انخفاض مفاجئ في درجة الحرارة، وبالتالي يحدث تسارع في عملية التبريد، وتتكثف البلازما لتسقط نحو سطح الشمس على هيئة ما يُعرف بـ«المطر الشمسي»، ولا ينحصر هذا الاكتشاف في تفسير هذه الظاهرة فحسب، بل يمتد تأثيره إلى إعادة تقييم النظريات المتعلقة بآلية تسخين الهالة الشمسية، وهي واحدة من أكثر القضايا غموضًا في علم الفلك الشمسي.

يشير الباحثون إلى أن هذه النتائج قد تمثل خطوة مهمة نحو فهم ديناميكيات الشمس بشكل أدق، وتساهم في تطوير نماذج علمية أكثر واقعية لتفسير نشاط الشمس وتأثيره على الفضاء المحيط بالأرض.