في خطوة تهدف إلى تعزيز الأمن الاقتصادي والقومي، قامت الولايات المتحدة، في عهد إدارة ترامب، بتوسيع قائمة المعادن الحيوية لتشمل النحاس والفضة واليورانيوم، مما يعكس رؤية استراتيجية لأهمية هذه الموارد للاقتصاد الأمريكي.
تضمنت القائمة المحدثة، الصادرة عن هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، إضافة عشرة معادن جديدة، ليصل إجمالي المعادن المصنفة كمعادن حرجة إلى 60، وتشمل هذه المعادن الفحم المعدني والبوتاس والألومنيوم والسيليكون والرصاص، بالإضافة إلى 15 عنصراً من عناصر الأرض النادرة، وتأتي هذه القائمة لتحل محل النسخة السابقة التي صدرت في عام 2022.
تحدد هذه القائمة المعادن المشمولة بالتحقيق الذي أطلقته إدارة ترامب بموجب المادة 232، والذي يتعلق بالمعادن الحرجة المعالجة والمنتجات المشتقة منها، وهو تحقيق قد يفضي إلى فرض رسوم جمركية وقيود تجارية لحماية الصناعات المحلية.
كان الرئيس دونالد ترامب قد جعل من تعزيز الإمدادات المحلية من هذه المعادن أولوية وطنية، مؤكداً أن الاعتماد المفرط على المصادر الأجنبية يشكل تهديداً للأمن القومي، ويعيق تطوير البنية التحتية والابتكار التكنولوجي في البلاد.
توترات المعادن بين الولايات المتحدة والصين
تعتبر عناصر الأرض النادرة، التي تدخل في صناعة المغناطيس المستخدم في مكونات متنوعة مثل السيارات والطائرات المقاتلة، نقطة محورية في التوترات التجارية المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، ويسعى الرئيس ترامب إلى تحفيز التعدين المحلي لهذه المواد، خاصة بعد أن لوّح الرئيس الصيني شي جين بينغ بإمكانية تقييد صادراتها.
تعمل القائمة الجديدة على توجيه الاستثمارات نحو أنشطة التعدين واستعادة الموارد من نفايات المناجم والمخزونات، بالإضافة إلى تقديم حوافز ضريبية لتشجيع معالجة المعادن داخل الولايات المتحدة، وتسريع إجراءات تراخيص التعدين لتسهيل عمليات الإنتاج المحلية.
مارست شركات الموارد الطبيعية ضغوطاً لإدراج معادن معينة مثل النحاس والبوتاس ضمن هذه القائمة الحيوية، وتجدر الإشارة إلى أن معظم البوتاس المستخدم في الولايات المتحدة يتم استيراده من كندا، التي تمثل حوالي 80% من إجمالي الواردات، في حين أن واردات النحاس تشكل ما يقرب من نصف الاستهلاك الأمريكي الكلي، وتأتي بشكل رئيسي من دول مثل تشيلي وبيرو وكندا، وتتركز غالبية عمليات صهر النحاس على مستوى العالم في الصين.
أثار إدراج الفضة في القائمة مخاوف لدى تجار المعادن الثمينة والمصنعين الذين يعتمدون عليها بشكل كبير، إذ أن فرض أي رسوم جمركية على الفضة قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في أسواق المعادن، نظراً لاعتماد الولايات المتحدة الواسع على الواردات لتلبية الطلب المحلي المتزايد.
تستخدم الفضة على نطاق واسع في العديد من التطبيقات الصناعية الهامة، بما في ذلك الإلكترونيات والألواح الشمسية والأجهزة الطبية المتطورة.
