«معضلة برلين» ألمانيا تدافع عن حرية التعبير والتظاهر في مواجهة اتهامات تضييق على مناهضي حرب غزة

أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية، في تصريحات خاصة لموقع “مصراوي”، التزام بلاده الراسخ بالحقوق الأساسية المنصوص عليها في القانون الأساسي (الدستور الألماني)، وعلى رأسها حرية التعبير، والتجمع، وتكوين الجمعيات، مشيرًا إلى أن هذه الحقوق تشكل “ركائز أساسية للديمقراطية الألمانية”.

رد ألماني على انتقادات استهداف معارضي سياسات إسرائيل

ردًا على سؤال بشأن الانتقادات الأخيرة التي وُجهت لألمانيا بسبب ما وُصف بـ”استهداف أفراد ومنظمات تنتقد سياسات إسرائيل”، أوضح المتحدث أن “المواطنين في مختلف أنحاء البلاد يخرجون يوميًا في مظاهرات يعبّرون خلالها علنًا عن آرائهم وينخرطون في النقاش السياسي”.

وأضاف أن “الآلاف من المظاهرات المتعلقة بالنزاع في الشرق الأوسط قد تم تسجيلها خلال العامين الماضيين، ورغم إثارة بعضها للجدل، فإن حرية التعبير تظل قيمة أساسية في ألمانيا، ويُعد التعبير عن النقد جزءًا من تلك الحرية المحمية”.

الخارجية الألمانية: التضامن مع غزة مشاركة مدنية مشروعة

وفي تعليقه على التضامن الشعبي مع المدنيين في غزة، أكد المتحدث أن دعم سكان القطاع يُعتبر “شكلًا مشروعًا من أشكال المشاركة المدنية”، في إشارة إلى مشروعية التعبير عن المواقف الإنسانية في الفضاء العام.

انتقادات أوروبية ودولية لسلوك الشرطة الألمانية

تأتي تصريحات الخارجية الألمانية هذه في وقت تواجه فيه السلطات انتقادات متزايدة من منظمات حقوقية ودولية، بشأن تعاملها مع المظاهرات المناهضة للحرب في قطاع غزة.

وكان مفوض حقوق الإنسان في مجلس أوروبا، مايكل أوفلاهرتي، قد وجّه رسالة إلى وزير الداخلية الألماني أعرب فيها عن “قلقه” حيال تعامل الشرطة مع المحتجين، خاصةً بعد ورود تقارير تتحدث عن استخدام “القوة المفرطة” ضد المتظاهرين، بحسب ما نقلته “دويتشه فيله”.

ترحيل متظاهرين ومواقف رسمية متشددة

وفي تطور لافت، قررت السلطات الألمانية ترحيل أربعة أجانب شاركوا في أنشطة مؤيدة لفلسطين، متهمة إياهم بـ”الإخلال الجسيم بالسلم العام”، وفق ما أوردته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

وسبق أن أدلى المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، بتصريحات مثيرة للجدل قال فيها: “لن نقبل لاجئين من غزة، فلدينا بالفعل عدد كافٍ من الشباب المعادين للسامية في البلاد”.

منع مظاهرة واعتقالات في برلين

وفي بداية أكتوبر الجاري، منعت شرطة برلين مظاهرة تضامنية مع غزة كانت تهدف إلى المطالبة بوقف ما وصفه منظموها بـ”الإبادة الجماعية”، وشهدت المظاهرة تدخلًا أمنيًا واعتقالات بحق بعض المشاركين الذين رفضوا مغادرة المكان.