«تحدي الليرة السورية للدولار في ظل التحديات الاقتصادية»

يشهد سعر الدولار في سوريا اليوم الخميس ٢٣ أكتوبر ٢٠٢٥ استقراراً نسبياً، في ظل استمرار سياسة “التعويم المُدار” التي يطبقها مصرف سوريا المركزي منذ منتصف العام الجاري، بهدف تحقيق توازن بين السوقين الرسمي والموازي، وسط ضغوط اقتصادية حادة ومعيشية متزايدة

السعر الرسمي في المصرف المركزي

بحسب النشرة الرسمية الصادرة عن مصرف سوريا المركزي صباح اليوم، سجل سعر صرف الدولار 11,000 ليرة سورية للشراء و11,110 ليرات للبيع، محافظاً بذلك على مستوى التداول ذاته منذ بداية الأسبوع

تصريحات الحاكم

وأشار الحاكم عبد القادر الحصرية إلى أن البنك يتجه نحو “تسعير واقعي يعكس قوى السوق دون التفريط بالاستقرار النقدي”، مؤكداً استمرار الرقابة على تداول العملات الأجنبية

السعر في السوق السوداء

في السوق الموازية، تراوح سعر الدولار اليوم بين 11,500 و11,580 ليرة سورية في المدن الكبرى، مع اختلافات طفيفة بين المناطق، فقد سجل في دمشق نحو 11,520 ليرة للبيع، وفي حلب 11,530 ليرة، بينما بلغ في الحسكة 11,650 ليرة للبيع وفق بيانات مواقع مراقبة الصرف

تباين الأسعار بين المدن

التفاوت بين أسعار الدولار في المحافظات السورية يعكس تباين النشاط التجاري ومستوى الطلب على العملة الصعبة، ففي الشمال السوري، وخصوصاً إدلب، بلغ متوسط السعر نحو 11,550 ليرة للدولار الواحد، بينما تقلص الفارق في مناطق الجنوب مع تسجيل استقرار نسبي عند 11,500 ليرة

أسباب استقرار السوق

يعود هذا الاستقرار النسبي إلى ضعف الطلب المحلي على الدولار نتيجة تراجع حركة الاستيراد خلال أكتوبر، إضافة إلى تشديد الرقابة على التحويلات غير النظامية، كما ساهمت التحويلات المالية من الخارج في تعزيز المعروض النقدي من العملات الأجنبية داخل السوق المحلي، وخاصةً في العاصمة دمشق

أثر القرار النقدي الجديد

أحدث قرار المصرف المركزي السوري بفرض آلية جديدة للسحب النقدي وتحويل الحوالات الدولية أثراً واضحاً على حركة الصرف، إذ تم تقليص الفجوة بين السعر الرسمي والموازي إلى أقل من 500 ليرة للدولار الواحد للمرة الأولى منذ يناير 2024، واعتُبر ذلك إنجازاً لافتاً ضمن إطار إصلاح مالي يستهدف “إعادة الثقة بالعملة الوطنية” كما وصفت المؤسسة الرسمية

تحويل العملات وأسعار المقارنة

انعكاسات على الاقتصاد المحلي

من الناحية الاقتصادية، أدى استقرار الصرف إلى تهدئة سوق السلع الأساسية، إذ لم تسجل أسعار المحروقات والقمح والمواد المستوردة زيادات جديدة منذ بداية الأسبوع، كما لاحظ مراقبون أن قطاع الذهب المحلي حافظ على استقراره النسبي عند حدود 1.75 مليون ليرة للغرام عيار 24، ارتباطاً بالهدوء في حركة الدولار

توقعات المرحلة المقبلة

يرجح خبراء الاقتصاد السوري أن يظل الدولار ضمن النطاق الحالي حتى نهاية أكتوبر، ما لم تطرأ تطورات سياسية أو ميدانية مفاجئة، بينما توقع آخرون إمكانية تراجع طفيف في حال ضخ المصرف المركزي كميات جديدة من العملة الأجنبية دعماً لليرة، وفي المقابل، تبقى المخاوف من التضخم قائمة بسبب الارتفاع المستمر في تكاليف النقل والطاقة ودفع الرواتب الجديدة بالليرة دون تغطية حقيقية

خلاصة المشهد النقدي

في المحصلة، يمكن القول إن الليرة السورية دخلت مرحلة هدوء نسبي بعد موجات تقلب حادة شهدتها خلال الربع الثالث من العام، ومع أن السعر الرسمي لا يزال بعيداً عن التوازن الكامل، فإن سياسة “التعويم المُدار” تبدو حتى الآن قادرة على الحد من المضاربات والتهريب المالي عبر الحدود، خاصة مع الدعم التقني الذي تتلقاه سوريا من مؤسسات مصرفية إقليمية