«ارتفاع مفاجئ في أسعار النفط بنسبة 5% عقب فرض العقوبات الأمريكية على “روس نفط” و”لوك أويل”»

ارتفاع أسعار النفط 5% بعد العقوبات الأمريكية على “روس نفط” و”لوك أويل”

شهدت أسواق النفط العالمية ارتفاعاً ملحوظاً، حيث حققت زيادة تصل إلى 5%، لتسجل أعلى مستوياتها في أسبوعين، عقب إعلان الولايات المتحدة عن فرض عقوبات جديدة على شركتي “روس نفط” و“لوك أويل” الروسيتين، في خطوة وصفت بأنها من أكبر التحركات التصعيدية ضد قطاع الطاقة الروسي منذ بداية الحرب في أوكرانيا.

وفي هذا السياق، أشارت مصادر في الأسواق إلى أن شركات الطاقة في كل من الصين والهند بدأت بدراسة إمكانية خفض وارداتها من النفط الروسي، وذلك تفادياً لتبعات العقوبات الغربية، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير، وسط مخاوف من نقص الإمدادات.

خام برنت يسجل 65.99 دولاراً وغرب تكساس عند 61.79 دولاراً

النوعالسعر (دولار للبرميل)الزيادة (%)
خام برنت65.995.4%
خام غرب تكساس61.795.6%

قفزت عقود خام برنت القياسي العالمي بمقدار 3.40 دولار، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 3.29 دولار، ليغلق عند أعلى مستوى له منذ 8 أكتوبر، ويُعَد أكبر زيادة يومية منذ منتصف يونيو الماضي.

بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت عقود الديزل الأمريكية بنحو 7%، مما أدى إلى رفع هامش ربح التكرير إلى أعلى مستوى منذ فبراير 2024، وهو ما يعكس وجود ضغوط متزايدة على أسعار الوقود في الأسواق العالمية.

خبير اقتصادي: العقوبات قد تقلب ميزان السوق إلى العجز

أشار ديفيد أوكسيلي، كبير اقتصاديي المناخ والسلع في مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس”، إلى أن العقوبات الأمريكية الجديدة تعتبر تصعيداً ملحوظاً في استهداف قطاع الطاقة الروسي، محذراً من أن استمرارية هذه القيود قد تؤدي إلى عجز كبير في السوق العالمية في العام المقبل، نتيجة انخفاض المعروض الروسي بشكل حاد.

كما أوضح أوكسيلي أن روسيا تُعتَبَر ثاني أكبر منتج للنفط الخام عالمياً بعد الولايات المتحدة، مما يجعل أي اضطرابات في صادراتها تؤثر بشكل مباشر على التوازن العالمي بين العرض والطلب.

ردود دولية متباينة بين أوبك وروسيا والغرب

في هذا الصدد، صرح وزير النفط الكويتي أن منظمة أوبك مستعدة لمراجعة قرارات خفض الإنتاج الحالية لتعويض أي نقص في الإمدادات، في حال اقتضت الحاجة لضمان استقرار السوق.

وفي المقابل، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن استبدال النفط الروسي في الأسواق العالمية سيتطلب فترة طويلة، معتبراً أن العقوبات تمثل ضغطاً سياسياً على موسكو.

كما أكدت واشنطن استعدادها لاتخاذ مزيد من الإجراءات التصعيدية، داعية روسيا إلى إنهاء فوري لإطلاق النار في أوكرانيا.

اتحاد أوروبي وبريطانيا يعززان العقوبات.. واستهداف شركات صينية

تزامناً مع الخطوات الأمريكية، قامت بريطانيا بفرض عقوبات على شركتي “روس نفط” و“لوك أويل”، في حين أقر الاتحاد الأوروبي الحزمة التاسعة عشر من العقوبات، التي شملت حظراً على استيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي.

كما أضاف الاتحاد إلى قائمة العقوبات شركتين صينيتين بقدرة تكرير إجمالية تصل إلى 600 ألف برميل يومياً، إلى جانب شركة “تشاينا أويل هونغ كونغ” التابعة لـ”بتروتشاينا”، مما يدل على توسيع نطاق العقوبات ليشمل شركاء موسكو التجاريين في آسيا.

الهند تدرس خفض الواردات الروسية امتثالاً للعقوبات الجديدة

أوضحت مصادر في القطاع النفطي أن مصافي التكرير الهندية، التي أصبحت أكبر مستورد للنفط الروسي المخفض منذ نشوب الحرب في أوكرانيا، تستعد لخفض وارداتها بشكل كبير، التزاماً بالعقوبات الجديدة، مما قد يمهد الطريق لاتفاق تجاري أوسع مع الولايات المتحدة.

كما ذكرت المصادر أن شركة “ريلاينس إندستريز”، وهي أكبر مشترٍ هندي للنفط الروسي، تخطط لتقليص وارداتها أو إيقافها تماماً خلال الأسابيع المقبلة، في تحول استراتيجي يعكس تزايد الضغوط الدولية على سوق الطاقة الروسي.