«جدل الأسواق» تراجع الذهب يضع المستثمرين أمام حيرة كبيرة بين اغتنام الفرصة أو انتظار تصحيح أعمق

شهدت أسواق الذهب تقلبات حادة مؤخرًا، حيث سجل المعدن النفيس هبوطًا غير متوقع في أسعاره، وفقًا لما نُشر قبل 7 دقائق.

بعد صعود ملحوظ تجاوز 60% منذ مطلع عام 2025، وتخطي سعره حاجز الـ 4300 دولار للأونصة، شهدت أسعار الذهب تراجعًا حادًا وغير مسبوق خلال الأيام القليلة الماضية، مسجلة أكبر انخفاض يومي منذ 12 عامًا، فقد هبطت بنسبة 8.3%، مما أثار دهشة العديد من المستثمرين الذين كانوا يتوقعون استمرار الارتفاع. هذه التقلبات دفعت إلى حالة من الحيرة في السوق، خصوصًا بعد أن تعافى الذهب جزئيًا يوم الخميس، مما أربك قرارات الشراء والبيع لدى المستثمرين.

أسباب الانخفاض المفاجئ

أرجع خبراء الاقتصاد تراجع أسعار الذهب الأخير إلى عدة عوامل رئيسية، التي ساهمت في هذا الهبوط غير المتوقع في قيمة المعدن الثمين:

• جني الأرباح من قبل المستثمرين، خصوصًا بعد وصول الذهب إلى مستويات قياسية تاريخية، ما دفع البعض لبيع حيازاتهم لتحقيق مكاسب.
• ارتفاع قيمة الدولار بنسبة 0.4%، ما جعل شراء الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، وبالتالي قلل الطلب عليه كاستثمار.
• التفاؤل المتزايد بإمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري محتمل بين واشنطن وبكين، مما خفض من جاذبية الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.

تفاعل المغردين والمستثمرين

أثار التذبذب الأخير في أسعار الذهب جدلاً واسعًا ونقاشات حادة بين المستثمرين والمهتمين بالشأن الاقتصادي عبر منصات التواصل الاجتماعي، مما عكس حالة الارتباك والتساؤلات حول الاتجاه المستقبلي للمعدن النفيس. وصف الناشط “العنقري” هذا الانخفاض بأنه مجرد “استراحة قصيرة” للسوق، مؤكداً أن العوامل الأساسية الداعمة لارتفاع الذهب، مثل المخاوف المستمرة من ديون أميركا، لا تزال قائمة ومؤثرة، مما يعني أن الارتفاع قد يستأنف قريبًا. في المقابل، رأى “مستر ماكس” أن الهبوط الحالي يمثل فرصة ذهبية للمستثمرين لزيادة حيازاتهم من الذهب، مشجعًا على الشراء في ظل هذه الأسعار المنخفضة، بينما حذر الناشط “محمد” المتداولين من خطورة المضاربات في ظل التقلبات الحادة التي يشهدها السوق في الوقت الراهن، داعيًا إلى توخي الحذر الشديد قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية.

توقعات مستقبلية

على الرغم من التقلبات الحالية، رفعت مؤسسات مالية كبرى مثل بنك أوف أميركا وسوسيتيه جنرال الفرنسي توقعاتهما لأسعار الذهب، مشيرة إلى إمكانية وصول سعر الأونصة إلى نحو 5000 دولار بحلول عام 2026، مدفوعة بشكل أساسي بمخاوف التضخم المتزايدة وتراجع مستويات الثقة في الأسواق العالمية.