«تحليل عميق» تراجع الفضة عالميًا هيمنة الدولار الأمريكي وانعكاساتها على الأسواق المالية

`

• تراجع أسعار الفضة: عقود ديسمبر 2025 تفقد نحو 1% وتتداول عند 48.25 دولارا.
• بيانات حية: الأسعار تهبط 0.93% وتتداول قرب الحد الأدنى اليومي وسط ضغوط بيع.

كشفت بيانات الأسعار الحية، صباح الجمعة، عن تراجع ملحوظ في قيمة عقود الفضة الآجلة لتسليم ديسمبر 2025، وجاء هذا الانخفاض وسط ضغوط بيع مكثفة من قبل المستثمرين والمضاربين في الأسواق العالمية.

فقدت العقود الآجلة المقومة بالدولار الأمريكي جزءًا من قيمتها، وإليكم تفاصيل التداول:

أسباب تراجع أسعار الفضة الجمعة

يشير محللون إلى أن هذا الانخفاض يعزى إلى موجة صعود متواصلة شهدتها الأسعار في الفترة الماضية، مما دفع المستثمرين لجني الأرباح، وهو ما أسفر عن زيادة ملحوظة في ضغوط البيع داخل السوق.

تأثرت أسعار الفضة أيضًا بتقلبات الدولار الأمريكي، حيث يؤدي أي ارتفاع في قيمته إلى تراجع أسعار المعادن الثمينة المقومة بالدولار، ومن ضمنها الفضة، وذلك لتأثيره المباشر على القدرة الشرائية للمستثمرين.

يُعتقد كذلك أن تحركات السوق تتفاعل بشكل كبير مع بيانات التضخم العالمية وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية، حيث يؤدي أي تلميح من الاحتياطي الفيدرالي بشأن رفع أسعار الفائدة إلى إثارة تقلبات إضافية في أسعار الفضة وعقودها المستقبلية.

نطاق التداول اليومي والسنوي للعقود

عكست مستويات التداول اليومي، المذكورة تفاصيلها في الجدول أعلاه، نطاقًا محدودًا يعكس حالة الترقب الحالية في الأسواق.

وفيما يخص الأداء السنوي، يظهر أن أسعار الفضة تتداول ضمن نطاق مرتفع للغاية على مدار العام الماضي (مدى 52 أسبوعًا)، وهو ما يعكس استمرار الطلب على الفضة كأصل تحوط ومخزن للقيمة ضمن الأسواق العالمية.

توقعات المحللين وتحركات السوق القادمة

يؤكد خبراء السوق أن هذا الانخفاض الحالي ليس سوى تصحيح طبيعي ضمن الاتجاه الصعودي العام، مع توقعات باستمرار التذبذب خلال الأيام المقبلة، وذلك نتيجة لتفاعل الأسعار مع البيانات الاقتصادية العالمية، ومستوى الطلب في الأسواق الفعلية، وأنشطة المضاربات المالية.

يتابع المستثمرون عن كثب مستويات الدعم والمقاومة الحالية، حيث يُعتبر مستوى 48 دولارًا حاجزًا نفسيًا مهمًا قد يؤثر على حركة التداول قصيرة الأجل، بينما يمثل الحد الأعلى اليومي عند 48.760 دولارًا سقفًا قد يشهد مقاومة قوية قبل أي محاولات للارتفاع.

دور عقود الفضة الآجلة في الأسواق المالية

تُعد عقود الفضة الآجلة مؤشرًا أساسيًا وحيويًا لحركة المعادن الثمينة، ويستفيد منها المتداولون والمؤسسات على حد سواء في التحوط ضد المخاطر الاقتصادية، وتقلبات العملات، والتغيرات في الأسواق العالمية.

علاوة على ذلك، توفر العقود الآجلة للمستثمرين منصة فعالة لتقدير الاتجاهات المستقبلية للفضة، سواء على المدى القصير أو الطويل، مع الأخذ في الاعتبار المؤشرات الاقتصادية الكبرى والتغيرات في السياسات النقدية العالمية.

ووفقًا لتحليلات الخبراء، من المتوقع أن تستمر حركة أسعار الفضة في التأثر بمزيج معقد من العوامل الفنية والاقتصادية، بما في ذلك التوقعات المتعلقة بالطلب الصناعي على الفضة، واستثمارات صناديق المؤشرات والصناديق المتداولة في البورصة (ETFs)، بالإضافة إلى تقلبات الدولار الأمريكي، والسياسات النقدية للاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.

الأسواق تتوقع تذبذبات قصيرة

في المجمل، يتوقع أن تستمر عقود الفضة الآجلة في التداول حول مستوياتها الحالية اليوم الجمعة، مع احتمالية تسجيل تصحيحات طفيفة صعودًا أو هبوطًا، وذلك بناءً على المعطيات الاقتصادية الجديدة والطلب الفعلي من الأسواق العالمية.

ويظل التركيز منصباً على متابعة مستويات الدعم والمقاومة اليومية والسنوية، حيث تمثل هذه المستويات مؤشرًا حيويًا لتحديد اتجاه الأسعار في اليوم والجلسات القادمة.