«حياة بعد حلم» المخرج نمير عبد المسيح يكشف عن أمنيته السينمائية مع والدته وصدمة وفاتها المفاجئة بالسرطان بعد “الحياة بعد سهام”

كشف المخرج نمير عبد المسيح أن فيلمه الوثائقي “الحياة بعد سهام” استغرق ما يقارب عشر سنوات في إعداده، ممتدًا من عام 2015 وحتى أوائل عام 2025، واصفًا هذه الرحلة بأنها “مشوار طويل مليء بالمشاعر الصعبة”، فقد بدأ العمل عليه بعد رحيل والدته التي كانت قد شاركته بطولته في فيلمه الأول “أنا والعذراء والأقباط”، الأمر الذي كان يبعث في نفسه السعادة والامتنان.

وعد سينمائي يتحدى القدر

وخلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي، ضمن التغطية المباشرة لختام فعاليات الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي، أضاف عبد المسيح أنهم كانوا يخططون لتقديم تجربة سينمائية أخرى بعد النجاح الذي حققه فيلمهما الأول، لكن مرض السرطان فاجأ والدته، وخلال فترة مرضها، كان يواسيها بوعد صناعة فيلم ثانٍ معًا، معتقدًا حينها أن السينما قد تكون وسيلته لمنع الموت عنها، حتى فُجع بخبر وفاتها، ليتخذ بعدها قرارًا حاسمًا ببدء العمل على هذا الفيلم في نفس يوم رحيلها الأليم.

السينما كحبل وصال

واستطرد قائلًا إن مدير التصوير سأله باستغراب: “كيف لك أن تصنع فيلمًا معها وهي قد رحلت؟”، فأجابه بصراحة: “لا أعرف، ولكني سأفعله”، ومن هذا التحدي نشأت الفكرة المحورية للفيلم، وهي: كيف يمكننا أن نبقي على حضور أحبائنا الذين غادروا عالمنا، بطريقة ما، وقد اختار السينما لتكون الأداة السحرية لتحقيق هذا التواجد المستمر.

جذور مصرية في قصة عالمية

وأفاد عبد المسيح أن فيلمه يحمل روحًا قريبة من “حدوتة مصرية” للمخرج العالمي يوسف شاهين، فهو يسرد أحداثًا تاريخية تمتد لـ 75 عامًا مضت، بدءًا من ولادة والديه في صعيد مصر، مرورًا بهجرتهما إلى فرنسا، حيث رأى النور بنفسه هناك.

الهوية المتأصلة

وأكد المخرج الفرنسي من أصل مصري، نمير عبد المسيح، على هويته الثقافية قائلًا: “أنا فرنسي الجنسية، لكنني أحمل في داخلي روحًا مصرية أصيلة”، مشددًا على أن والديه احتفظا بهويتهما المصرية بعد الهجرة إلى فرنسا، ولم يتنازلا عنها أبدًا، حتى بعد أن دُفنا على الأراضي الفرنسية، ومضيفًا: “أنا أيضًا مصري، ولهذا السبب تحديدًا أحببت أن أروي هذه القصة والحدوتة المصرية العميقة”.