«معاناة النفط: ليبيا الأرخص في قارة إفريقيا وأسعار الوقود تعوق الاستثمار»

تربعت ليبيا على قمة ترتيب الدول الإفريقية من حيث أرخص أسعار الوقود في شهر أكتوبر الحالي، وفقاً لبيانات نشرها تقرير لموقع «بيزنس إنسايدر إفريقيا».

أسعار الوقود في ليبيا

وبحسب التقرير، بلغ سعر لتر البنزين في ليبيا 0.03 دولار فقط، وهو الأدنى في القارة بلا منازع، بفضل الدعم الحكومي السخي الذي يجعل الوقود شبه مجاني للمواطنين، ورغم أن هذا الدعم يخفف أعباء المعيشة على الليبيين، أشار التقرير إلى أنه يُكلّف خزينة الدولة مليارات الدولارات سنوياً، ويحدّ من قدرة الحكومة على الاستثمار في قطاعات إنتاجية وتنموية أخرى، ما يجعله سلاحاً ذا حدّين في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.

الجزائر تحتل المرتبة الثانية

وحلت الجزائر في المرتبة الثانية، بسعر يقدَّر بنحو 0.34 دولار للّتر الواحد، مستفيدة من وفرة احتياطاتها من النفط والغاز وسياسة تسعير مدعومة، فيما جاءت نيجيريا في المركز الثالث بسعر 0.47 دولار للّتر، رغم تقليص الدعم في السنوات الأخيرة، إذ ما زالت الحكومة تتدخل لضمان استقرار الأسعار داخلياً، أما مصر فاحتلت المرتبة الرابعة بمتوسط 0.52 دولار للّتر، تلتها السودان في المركز الخامس بسعر 0.61 دولار، في إطار سياسات تهدف إلى الحد من الضغوط المعيشية رغم التحديات الاقتصادية.

تأثير تراجع قيمة العملات المحلية

وأشار تقرير «بيزنس إنسايدر إفريقيا» إلى أن تراجع قيمة العملات المحلية في عدد من الدول أسهم في خفض الأسعار المقوّمة بالدولار، رغم ارتفاعها الفعلي بالعملة المحلية، وضمت المراتب التالية كلاً من أنغولا وتشاد وجنوب السودان وتونس وغانا، حيث تتراوح الأسعار فيها بين 0.63 و0.95 دولار لللتر الواحد، ورغم أن هذه المستويات تعد منخفضة مقارنة بالمعدلات العالمية، فإنها تعكس تفاوتات واضحة في حجم الدعم الحكومي والإنتاج المحلي للنفط داخل القارة.

إفريقيا الأرخص عالمياً

وعلى الصعيد العالمي، لا تزال إفريقيا واحدة من أرخص المناطق في العالم من حيث أسعار الوقود مقارنة بأوروبا وأمريكا الشمالية، حيث يتجاوز سعر اللتر هناك 1.7 إلى 2 دولار في بعض الدول، أوضح التقرير أن تحديد أسعار الوقود في القارة يعتمد أساساً على ثلاثة عوامل رئيسية: حجم الإنتاج المحلي من النفط، مستوى الدعم الحكومي، قوة العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي.

الخلاصة

وختم موقع «بيزنس إنسايدر إفريقيا» تقريره بالتأكيد أن انخفاض أسعار الوقود في بعض الدول الإفريقية يمثل معادلة اقتصادية حساسة، فهو من جهة يسهم في خفض تكاليف النقل والإنتاج وتقليل الضغوط التضخمية، لكنه من جهة أخرى يفرض عبئاً مالياً ثقيلاً على الموازنات العامة، خصوصًا في الدول التي تعتمد بشكل محدود على الإيرادات غير النفطية.