تحدث الجراح المصري العالمي مجدي يعقوب عن فترة دراسته في كلية طب قصر العيني، مشيرًا إلى أنها كانت من أسعد أيام حياته، حيث عاش تجربة غنية بالتعلم والاكتشاف. قال يعقوب في تصريحاته خلال حفل إطلاق كتابه الجديد:
“تقريبًا طوال اليوم والليلة كنت أتعلم، لكنني استمتعت حقًا بتعلم أشياء جديدة، ووقتي في كلية الطب كان يومًا ممطرًا، وكانت تلك الفترة من أسعد أيام حياتي، وعندما تخرجت، شاركت أيضًا تجارب في المستشفى مع زملاء أصبحوا من أفضل أصدقائي حتى اليوم.”
وأكد يعقوب أن شغفه بعلم الأحياء بدأ منذ سنواته الأولى في الكلية، حيث ساعده هذا التخصص على تأسيس قاعدة معرفية قوية كانت الأساس في مشواره الطويل في مجال جراحة القلب.
قصة البداية لـ مجدي يعقوب .. وتأثير والده في اختيار تخصص القلب
كشف يعقوب أن اهتمامه بجراحة القلب لم يكن صدفة، بل تأثر بوالده الطبيب، حيث قال:
“هناك قصة حقيقية يعرفها الكثيرون، وهي أن والدي كان طبيبًا، وكنت أُعجب بما يفعله وأراقبه وأنا طفل صغير هادئ جدًا.”
وأوضح أن تلك التجربة تركت أثرًا عميقًا داخل نفسه، وغرست فيه الإعجاب بمهنة الطب والرغبة في إنقاذ الأرواح، ومع مرور السنوات أصبح القلب محور اهتمامه العلمي والعملي، ليبدأ مشواره الذي وضعه في مصاف أعظم جراحي القلب في العالم.
قرار إنساني حاسم من مجدي يعقوب . واحتفال بالمسيرة في عامه التسعين
وفيما يتعلق بإجراء عمليات لأفراد عائلته، أوضح أنه اتخذ قرارًا حاسمًا بعدم إجراء أي عملية لأحد من أقاربه، معلنًا:
“سأتعلق بهم عاطفيًا أكثر من اللازم، ولم أوافق أبدًا على إجراء عملية لأيٍّ من أفراد العائلة.”
يظهر هذا الموقف الجانب الإنساني في شخصية الجراح الكبير، الذي رغم مكانته العالمية يضع حدودًا دقيقة بين مشاعره الإنسانية وواجبه المهني، حرصًا على اتخاذ قرارات طبية دقيقة دون تأثير عاطفي. جاء هذا الحديث خلال احتفالية نظمتها دار نشر الجامعة الأمريكية في القاهرة بمناسبة إطلاق النسخة الورقية من كتاب “جراح ومتمرّد: حياة وأعمال الطبيب العالمي الرائدة”، من تأليف سايمون بيرسون وفيونا غورمان.
تزامن الحدث مع عيد ميلاد السير مجدي يعقوب التسعين، حيث تضمن الحفل حوارًا خاصًا أجراه معه أحمد الغندور، مؤسس ومقدّم البرنامج العلمي الشهير “الدحيح” على يوتيوب، تناولت مسيرته الممتدة في عالم الطب وأبرز محطاته الإنسانية والعلمية. من خلال هذا الحديث المؤثر، أعاد السير مجدي يعقوب تسليط الضوء على جوهر رسالته الإنسانية والعلمية، التي لم تقتصر على إنقاذ القلوب داخل غرف العمليات، بل امتدت لتلهم أجيالًا جديدة من الأطباء والعلماء، في مصر والعالم بأسره.
