أقامت حركة “أمل” شعبة قناريت احتفالاً جماهيرياً حاشداً لإحياء الذكرى السنوية لشهدائها في حسينية البلدة، بحضور النائب هاني قبيسي، النائب علي عسيران، المسؤول التنظيمي المركزي للحركة يوسف جابر، المسؤول التنظيمي في إقليم الجنوب نضال حطيط، بالإضافة إلى قيادة المنطقة السابعة الحركية والكشفية، وعوائل الشهداء وفعاليات.
افتتاح الاحتفال
افتُتح احتفال التأبين بآيات من الذكر الحكيم تلاها القارئ حسين إبراهيم، والنشيد الوطني، ونشيد الحركة، ثم ألقى محمد رضوان فروخ كلمة تعريف ورثاء للشهداء، أعقبها كلمة الحركة ألقاها قبيسي الذي قال فيها: “نكرم اليوم كوكبة من الشهداء الذين قضوا في سبيل الله مجاهدين على ثغور الوطن، قدموا أنفسهم قرابين للحرية والسيادة والاستقلال، نقول للعالم أجمع: نحن نفتخر بما قدمنا من شهداء، فقد علمنا الأمة جمعاء دروسًا في الدفاع عن الأوطان، عن السيادة والحرية، في وقت نواجه فيه هجمة شرسة تستهدف المقاومة ورسالتها ونهجها، المقاومة قدمت آلاف الشهداء حتى وصلنا إلى تحرير أرضنا التي رويت بدماء الشهداء من جميع القوى والأحزاب الوطنية التي قاومت العدو”.
تحديات الواقع الراهن
أضاف: “في هذه الأيام ومع الأسف لا يزال هناك من لا يكترث لكل ما قدمته المقاومة من تضحيات وشهداء، نشعر بأن كل التآمر الخارجي الذي يصدر إلى بلدنا عبر موفدين ومفاوضين يملون شروطًا تُمسّ بالدولة وقيامتها، وبخصوص المقاومة وتاريخها وحاضرها وكل ما قدمته، يضعون شروطًا للاستسلام في لبنان كما حاولوا وضعها في غزة، جزء من اللبنانيين يطرح نفس الشعارات ويسير في نفس النهج كأنهم ليسوا لبنانيين، المواقف التي تُستحدث هذه الأيام والتي تتعلق بمسارات سياسية داخلية تشكل حصارًا على الجنوب، إضافة إلى الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، هناك حصار داخلي من بعض الأطراف اللبنانية عبر مواقفهم وسعيهم للكسب على مستوى المواقع وغيرها، أكان عبر الاستحقاق الانتخابي أو غيره، هم يسعون ليشكلوا حصارًا داخليًا إضافة للتهديدات الخارجية، وهذا أمر نرفضه كليًا، فلا يمكن أن تكون الشعارات الإسرائيلية تُردَّد في بلدنا على ألسنة بعض الزعماء والسياسيين اللبنانيين، إسرائيل تطالب بسحب السلاح وبعض اللبنانيين يطالبون بسحبه — شعار واحد من المخجل أن يحمله عدو وصديق”.
موقف المقاومة والسيادة
وتابع قبيسي: “مشكلتنا ليست بقوة إسرائيل بل في ضعف بعض اللبنانيين وتخليهم عن قضيتهم ووطنهم ورسالتهم، بالتالي عن الدفاع عن الجنوب وعدم التمسك بسيادة الدولة، فالسيادة تنطلق من خلال الشهداء، السيادة تبدأ من الشريط الحدودي مع فلسطين المحتلة، مع الأسف نشعر بأن هناك حركة داخلية تشكل حصارًا على النهج السياسي للمقاومة، في كل يوم نسمع شعارات جديدة عبر تغيير لاستحقاقات وقوانين يسعون من خلالها للسيطرة على مؤسسات الدولة، ليقولوا لا علاقة لنا بالمقاومة وأسلحتها، الجميع موجود في المؤسسات والكتل النيابية والحكومة، وبالتالي من خلال طرحهم تغيير قانون الانتخابات يدعون حرصهم على المغترب واقتراعه، يريدون تغيير القانون ليس حرصًا على المغترب بل هو سباق لتحصيل عدد أكبر من الأصوات كي يشكلوا أغلبية في المجلس النيابي والحكومة، ليقفوا بوجه المقاومة وسياستها وتضحياتها ويقولوا إن هذا البلد يجب أن يذهب لتفاهمات أخرى”.
دعوة للوحدة الوطنية
وتابع: “إسرائيل تضغط من خلال اعتداءاتها من أجل أن يذهب لبنان للمفاوضات المباشرة، وقد قال الرئيس بري: لا مكان لهذا الأمر بشكل مباشر مع العدو بل من خلال لجنة شكلت، فإذا كانت إسرائيل تضغط من أجل تكريس لغتها وسياستها على وطننا، لماذا هذه الثورة الداخلية على أهل المقاومة وعلى نهجها ورسالتها؟ أهو تناغم أم هو تقاطع مصالح؟ والاثنان فيهما مشكلة لا تحترم سيادة الوطن ولا تحترم الوطنية”.
خاتمة الاحتفال
وختم: “المطلوب موقف حر صحيح من كل أقطاب السياسة في لبنان بتشكيل وحدة حقيقية نتمكن من خلالها مواجهة العدو الصهيوني وليس لمواجهة بعضنا البعض”.
