في أسبوع تاريخي وصفه المتعاملون بـ “الأقوى منذ سنوات”، شهدت البورصة المصرية انتعاشة قوية، حيث سجلت أسهم قيادية بارزة قممًا تاريخية جديدة، مما أعاد السوق إلى دائرة الضوء وجذب اهتمام المستثمرين.
قاد هذا الصعود ثلاث شخصيات اقتصادية بارزة، يجمعهم النجاح والرؤية الثاقبة، وهم هشام طلعت مصطفى، وهشام عز العرب، وياسين منصور، الذين لعبوا دورًا محوريًا في إشعال شرارة الارتفاع واستعادة ثقة المستثمرين في السوق المحلية.
### هشام عز العرب.. البنك التجاري الدولي يسطر إنجازًا تاريخيًا
البداية كانت مع البنك التجاري الدولي CIB، الذي حقق سعرًا تاريخيًا قدره 110 جنيهات للسهم، مسجلًا أعلى مستوى في تاريخه، ويعكس هذا الأداء القوي “عودة الروح” للقطاع المصرفي، مدفوعًا بإدارة متميزة بقيادة هشام عز العرب، الذي نجح في استعادة مكانة البنك كمؤسسة رائدة في جذب الاستثمارات الأجنبية، خاصة مع التوقعات الإيجابية بزيادة ربحية القطاع البنكي وتحسن السيولة الدولارية في النظام المصرفي.
### هشام طلعت مصطفى.. المجموعة تجذب الاستثمارات بالدولار
لم يتخلف القطاع العقاري عن الركب، حيث واصل سهم طلعت مصطفى القابضة تألقه ليسجل 72.25 جنيهًا، وهو أعلى مستوى خلال عام، مدعومًا بالمبيعات القوية لمشروعات الشركة في الساحل الشمالي والمملكة العربية السعودية، ونجحت قيادة هشام طلعت مصطفى في تحقيق توازن دقيق بين التوسع الاستثماري والحفاظ على معدلات ربحية مستقرة وجذب الاستثمارات الدولارية، مما حول المجموعة إلى وجهة آمنة للمستثمرين الباحثين عن أسهم قوية ذات أساسيات متينة على المدى الطويل، وأصبح سهم طلعت مصطفى بمثابة “ترمومتر” للقطاع العقاري، حيث يعكس مزاج السوق ويقود بقية الأسهم في الاتجاه نفسه كلما ارتفع.
### ياسين منصور.. بالم هيلز تستعيد مكانتها
في الوقت نفسه، تألق سهم بالم هيلز للتعمير، بقيادة رجل الأعمال ياسين منصور، محققًا ارتفاعًا ملحوظًا إلى 8.46 جنيهًا، وهو أعلى مستوى خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، مدفوعًا بنشاط قوي في مبيعات مشروعات الشركة وتوسعها في التطوير السكني والتجاري، ويُعرف منصور في أوساط السوق بـ “رجل الهدوء الذكي”، وقد قاد الشركة بثبات خلال فترات صعبة، ليحصد اليوم ثقة المستثمرين المحليين والعرب، وسط توقعات بأن يشهد عام 2026 “انفجارًا عقاريًا” لسهم بالم هيلز مع استكمال مشروعات الشركة الجديدة.
### البنوك
لم يغب البنك المصري لتنمية الصادرات عن المشهد، حيث حقق هو الآخر قمة تاريخية عند 17.8 جنيهًا، مدفوعًا بتوسعاته التمويلية ونمو محفظة القروض للمشروعات الصغيرة والمتوسطة، ويؤكد هذا الأداء الاتجاه الإيجابي للقطاع المصرفي، الذي يستفيد من التحسن النسبي في قيمة الجنيه وزيادة الأنشطة الائتمانية.
كما واصلت أسهم القطاع المصرفي تألقها، حيث حقق المصرف المتحد قمة جديدة عند 14.44 جنيهًا خلال ستة أشهر، فيما ارتفع سهم كريدي أجريكول إلى 22.19 جنيهًا في ظل اهتمام المستثمرين الخليجيين بتوسيع حصصهم في البنوك العاملة في السوق المصرية.
### المصرية للاتصالات.. بطل التكنولوجيا
ارتفع سهم المصرية للاتصالات إلى 54 جنيهًا ليصل إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، مدعومًا بالنمو السريع في قطاع الإنترنت والبنية التحتية الرقمية، وتوسع الشركة في الكابلات البحرية ومشروعات التحول الرقمي، كما ساهمت توقعات السوق بطرح جزء من حصة الدولة في رفع الطلب على السهم بشكل ملحوظ.
### التعليم والتكنولوجيا في قلب الصعود
لم يكن قطاع التعليم بعيدًا عن هذا الارتفاع، إذ ارتفع سهم المصرية لنظم التعليم الحديثة إلى 0.692 جنيه، في ظل تزايد الاهتمام بالأسهم التعليمية كاستثمار طويل الأجل في مستقبل الشباب، أما قناة السويس لتوطين التكنولوجيا، فقد حققت قفزة قياسية إلى 240.66 جنيهًا، وهو سعر تاريخي يعكس الطفرة التي يشهدها قطاع تكنولوجيا المعلومات والتعليم الإلكتروني في مصر والمنطقة.
### المقاولات والعقار يشتعلان
في قطاع التشييد والبناء، واصلت التعمير والاستشارات الهندسية وإيكون تسجيل أسعار تاريخية جديدة بلغت 88 و37.25 جنيهًا على التوالي، مستفيدة من نشاط سوق العقارات وارتفاع الطلب على المشروعات السكنية المتكاملة، كما شهد سهم المجموعة المصرية العقارية ارتفاعًا ملحوظًا ليصل إلى 1.26 جنيه، وهو الأعلى خلال ثلاثة أشهر، مدعومًا بتنامي الإقبال على أسهم القطاع العقاري كمخزن للقيمة في ظل التضخم المرتفع.
