تراجع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية، بما في ذلك اليورو والفرنك السويسري، حيث سعى المستثمرون إلى تحقيق توازن بين التوجه المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي والمخاوف المستمرة بشأن الاقتصاد الأمريكي.
انخفضت عائدات سندات الخزانة الأمريكية بشكل طفيف في ظل الإغلاق الحكومي المستمر في واشنطن، ولم يتم إصدار تقرير الوظائف لشهر أكتوبر من قبل وزارة العمل كما كان مقررًا يوم الجمعة بسبب هذا الإغلاق، وتعتبر مثل هذه التقارير عادةً ذات أهمية بالغة.
انخفض العائد على سندات الخزانة الأمريكية القياسية لأجل 10 سنوات بنحو 0.2 نقطة أساس ليصل إلى 4.091%.
كان المستثمرون يقيمون تداعيات البيانات التي دقّت ناقوس الخطر بشأن التوقعات الاقتصادية العالمية، حيث انخفضت الصادرات الصينية بشكل غير متوقع في أكتوبر، مسجلة أكبر انخفاض لها منذ فبراير، وذلك بعد أشهر من تعبئة الطلبيات الأمريكية مقدمًا لتجنب الرسوم الجمركية.
ارتفع اليورو بنسبة 0.15% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 1.15564 دولار أمريكي، وكان في طريقه لتحقيق مكاسب بنسبة 0.26% خلال الأسبوع، متعافيًا من خسائر استمرت لأسبوعين متتاليين.
يستمد اليورو الدعم من توقعات استقرار أسعار الفائدة، في حين أنه من المتوقع أن تقوم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر في عام 2026.
بدأ الدولار الأمريكي سلسلة مكاسب استمرت خمسة أيام الأسبوع الماضي بعد أن أقر رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول بالطبيعة الخطرة لمزيد من خطوات التيسير النقدي، لكنه انخفض بشكل حاد يوم الخميس بسبب بيانات ضعيفة عن العمالة.
ومع ذلك، تشير البيانات الصينية إلى أن بكين ربما واجهت صعوبة في تنويع صادراتها بعيدًا عن الولايات المتحدة، وهو الاتجاه الذي قد يثير المخاوف من تصاعد الضغوط الصينية على الأسواق الأوروبية.
مع تأجيل إصدار تقرير الرواتب غير الزراعية الشهري بسبب الإغلاق الحكومي، لجأ المتداولون إلى بيانات القطاع الخاص التي أظهرت فقدان الاقتصاد وظائف في أكتوبر في قطاعي الحكومة والتجزئة، كما أدى خفض التكاليف واعتماد الذكاء الاصطناعي إلى زيادة كبيرة في تسريح العمال.
توقع بنك باركليز في وقت سابق من هذا الأسبوع أن هناك احتمالات بنسبة 60% أن ينتهي إغلاق الحكومة الأمريكية – الأطول في تاريخ الولايات المتحدة – في الفترة ما بين 11 و21 نوفمبر، في حين حدد احتمالات بنسبة 15% أن يمتد إلى ديسمبر.
انخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.12% ليصل إلى 99.56، وكان من المتوقع أن ينخفض بنسبة 0.15%، منهيًا أسبوعين متتاليين من المكاسب.
وفي مذكرة للمستثمرين، قال محللو تي إس لومبارد، بقيادة أندريا سيسيوني: “نتوقع انتعاشًا للدولار منذ فترة، وما زلنا نتوقع بعض المكاسب على المدى القريب، إذ لا يزال زخم النمو الأمريكي قويًا، في حين أن معنويات الدولار ضعيفة نسبيًا”.
وقال محللون إن الإقبال على أصول الملاذ الآمن في وقت سابق من هذا الأسبوع دعم الدولار الأميركي، الذي استعاد بعض جاذبيته كملاذ آمن، حتى مع ظهور الين الياباني باعتباره اللعب الدفاعي المفضل في السوق.
وارتفع الدولار 0.25% مقابل الين إلى 153.44 ين، لكنه كان في طريقه للهبوط 0.39% هذا الأسبوع، منهيًا أسبوعين متتاليين من المكاسب.
###
تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي
أدى الإغلاق الحكومي الأمريكي إلى تأخير نشر بيانات اقتصادية مهمة، مما زاد من حالة عدم اليقين في الأسواق، وتأثرت بشكل خاص تقارير الوظائف، التي تعتبر مؤشرًا رئيسيًا على صحة الاقتصاد. هذا التأخير أجبر المتداولين على الاعتماد على بيانات بديلة من القطاع الخاص لتقييم الوضع الاقتصادي الحالي.
###
البيانات الاقتصادية العالمية
أظهرت البيانات الاقتصادية العالمية تباطؤًا ملحوظًا، خاصة في الصين، حيث انخفضت الصادرات بشكل كبير، هذه التطورات تثير مخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي، وتؤثر على قرارات المستثمرين وتوجهاتهم نحو الأصول الأكثر أمانًا.
###
توقعات أسعار الفائدة
توقعات أسعار الفائدة تلعب دورًا حاسمًا في تحديد قيمة العملات، ففي حين يُتوقع أن يحافظ البنك المركزي الأوروبي على استقرار أسعار الفائدة، تشير التوقعات إلى أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد تخفضان أسعار الفائدة في المستقبل، هذا التباين في السياسات النقدية يؤثر على جاذبية العملات المختلفة للمستثمرين.
###
مقارنة بين العملات الرئيسية
| العملة | التغير مقابل الدولار الأمريكي | الأسباب الرئيسية |
|---|---|---|
| اليورو | ارتفع بنسبة 0.15% | توقعات استقرار أسعار الفائدة في منطقة اليورو. |
| الفرنك السويسري | تراجع الدولار أمامه | سعي المستثمرين إلى موازنة التوجه المتشدد لمجلس الاحتياطي الفيدرالي. |
| الين الياباني | ارتفع الدولار بنسبة 0.25% | اعتباره ملاذًا آمنًا، لكنه في طريقه للهبوط الأسبوعي. |
###
تأثير الذكاء الاصطناعي وتسريح العمال
تسارع وتيرة اعتماد الذكاء الاصطناعي في الشركات أدت إلى زيادة كبيرة في تسريح العمال، وخاصة في قطاعي التجزئة والحكومة، هذا الاتجاه يثير تساؤلات حول مستقبل الوظائف وتأثير التكنولوجيا على سوق العمل.
