
في اكتشاف فلكي مثير، استطاع فريق دولي من علماء الفلك، بالاعتماد على مرصد شاندرا للأشعة السينية التابع لوكالة ناسا، الكشف عن تفاصيل جديدة تخص النجم العملاق الفائق Wd1-9، الذي يقع في قلب العنقود النجمي Westerlund 1، على مسافة تقدر بحوالي 13,800 سنة ضوئية عن كوكب الأرض,
يُصنف النجم Wd1-9 ضمن فئة النجوم العملاقة الزرقاء B(e) النادرة في مجرة درب التبانة، تلك النجوم التي تتميز بوجود خطوط انبعاث قوية تعرف بخطوط بالمر، بالإضافة إلى خطوط ممنوعة وزيادة ملحوظة في الإشعاع تحت الأحمر، مما يعكس وجود غلاف نجمي كثيف وغني بالمواد يحيط به,
### Wd1-9: لغز فلكي يتكشف تدريجيًا
على الرغم من خضوع هذا النجم لدراسات متعددة باستخدام أطوال موجية مختلفة، ظلت طبيعته الحقيقية لغزًا محيرًا، ويعزى ذلك إلى وجود طبقة سميكة من الغبار الكوني تحيط به، وقد أشارت دراسات سابقة إلى احتمالية أن يكون نجمًا عملاقًا فائق البرودة، أو جزءًا من نظام نجمي ثنائي متفاعل,
وبهدف تجاوز هذه الشكوك، قادت العالمة كونستانتينا أناستاسوبولو من مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية (CfA) فريقًا بحثيًا اعتمد على بيانات مرصد شاندرا، حيث قاموا برصد التغيرات طويلة المدى في انبعاثات الأشعة السينية الصادرة من النجم Wd1-9,
### نتائج مذهلة: إشارات دورية وانبعاثات كيميائية فريدة
أظهرت البيانات التي جمعها الفريق أن النجم Wd1-9 يمتلك دورة مدارية منتظمة تستغرق 14 يومًا، مما يمثل أول تأكيد لوجود فترة مدارية محددة لهذا النجم، كما كشفت التحليلات عن وجود خطوط انبعاث قوية لعناصر مثل السيليكون والكبريت والأرجون، إضافة إلى خط انبعاث الحديد عند 6,7 keV، وهو اكتشاف يُرصد لأول مرة في هذا السياق,
هذه الاكتشافات الجديدة تقدم دليلًا قويًا على أن Wd1-9 ليس مجرد نجم منفرد، بل هو جزء من نظام نجمي ثنائي يشبه أنظمة “وولف-رايت” (Wolf-Rayet) الثنائية المعروفة داخل نفس العنقود النجمي,
### الخلاصة: خطوة نحو فهم النجوم العملاقة
أكد علماء الفلك أن هذه الاكتشافات تشير إلى أن Wd1-9 يتصرف كنجم ثنائي نشط، حيث ينتج إشعاعات سينية نتيجة للتفاعل بين المكونات النجمية في النظام الثنائي، كما لاحظوا تغيرات في درجات الحرارة الحرارية عبر مخططات الألوان بالأشعة السينية، مما يدعم فرضية أن النظام يشهد تغيرات ديناميكية كبيرة داخل غلافه النجمي,
بهذه النتائج، يقترب العلماء أكثر من فهم تطور النجوم العملاقة والتفاعلات المعقدة داخل العناقيد النجمية الكثيفة، وقد يكون Wd1-9 بمثابة مفتاح علمي لفهم مرحلة حاسمة في حياة النجوم قبل تحولها إلى مستعرات عظمى أو ثقوب سوداء,