محمد عبد العزيز بعد تكريمه في مهرجان القاهرة السينمائي يؤكد تجاهل أفلام صناع البهجة





إيناس عبد الله


نشر في:
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 – 3:53 م
| آخر تحديث:
الثلاثاء 11 نوفمبر 2025 – 4:35 م

– نظرة دونية للأفلام الضاحكة وتصنيفها كـ«خفيفة» خطأ فادح

– اعتزلت الإخراج برضا كامل، وأجد سعادتي الآن في تعليم الأجيال الجديدة.

– 18 فيلمًا مع عادل إمام صنعت نجوميتي ونجوميته

رغم تكريمه في الدورة الـ46 من مهرجان “القاهرة السينمائي”، عبّر المخرج الكبير محمد عبد العزيز عن دهشته من “المفارقة الغريبة” في تعامل المهرجانات السينمائية مع الأعمال الكوميدية، حيث غالبًا ما تُقيم هذه الفعاليات الفنية أعمال الكوميديا، وتمنح صانعيها الجوائز، لكن في الوقت نفسه، تتعالى على أفلامهم وكأنها لا تستحق المنافسة أو الجوائز الكبرى، وأكد محمد عبد العزيز، الذي يُعتبر من أبرز صناع البهجة في تاريخ السينما المصرية، في تصريحات لـ”الشروق”: “تتعامل المهرجانات مع هذا النوع من الأفلام بنظرة دونية، وكأنها مجرد أعمال خفيفة، وهذا خطأ نقدي كبير، فالفن الذي يُضحك الناس يمكن أن يكون عميقًا ومؤثرًا، ويحتوي على رسائل إنسانية وفكرية لا تقل قيمة عن أي عمل فني جاد”.

وأشار المخرج القدير إلى أن تقديم عمل يبعث البهجة على وجوه الناس ليس بالأمر السهل كما يعتقد البعض، حيث قال: “الفن الذي يصل إلى القلب بابتسامة يحتاج إلى ذكاء وجهد مضاعف، وهذا ما واجهته في مشواري، فلم تكن الأفلام بالنسبة لي مجرد وسيلة للإضحاك، بل كانت مساحة للتأمل والتفكير، وكنت حريصًا دائمًا على أن تحمل أفلامي مضمونًا إنسانيًا وفكريًا مهمًا، كما في أفلامي: انتبهوا أيها السادة، وخلي بالك من عقلك، والمحفظة معايا، فرغم أنها مصنفة كوميدية، إلا أنني كنت أسعى دائمًا إلى مخاطبة عقل المتفرج قبل أن أبهج قلبه، وأن أقدّم له رسالة هامة من خلال ضحكة بسيطة”.

كما تحدث عن مواضيع اجتماعية في أفلامه، التي حققت ردود فعل واسعة، معترفًا بأن مهمة دمج الضحك مع الرسالة ليست سهلة على الإطلاق، وتمثل تحديًا كبيرًا لأي مخرج، حيث إن البعض يرى أفلام الكوميديا كـ”فن الضحك للضحك”، لكنه أكد أن ذلك لم يكن الحال بالنسبة له أبدًا. وعند سؤاله عما إذا كان قد أُجبر على الاعتزال، عبّر محمد عبد العزيز بصراحة عن هذا القرار، موضحًا: “اخترت الاعتزال برغبتي الكاملة، حيث تغيرت معادلات كثيرة في الساحة الفنية، لم يعد الملتقى كما كان، وفقد الضحك بريقه القديم، وأصبح المخرج الطرف الأضعف في معادلة الإنتاج مقابل سطوة الفنان، لم تعد الساحة مناسبة لمن هم من أبناء جيلي، فاتخذت قرار الاعتزال وأنا راضٍ تمامًا، لأنني أملك رصيدًا فنيًا كبيرًا، ولم أندم على أي فيلم قدمته طوال مشواري الذي يمتد لأكثر من 40 عامًا، وعندما أقارن أضعف أفلامي بما يُعرض اليوم، أشعر بالرضا الكامل.

وأوضح أنه رغم توقفه عن الإخراج، فإنه لم يبتعد عن الفن تمامًا، حيث وجد سعادته في تدريس السينما للأجيال الجديدة بمعهد السينما، حيث قال: “أحب أن أنقل خبرتي لطلابي، وأزرع فيهم عشق الفن الحقيقي، فالجديد يحتاج إلى الشغف وروح الإخلاص، حيث إن هناك قلة فقط تعمل بصدق وتتحدى الظروف لتقديم أفلام جيدة تضع أسماءهم في مكانة متميزة في ذاكرة السينما المصرية، مثل محمد ياسين ومروان حامد، وعند الحديث عن طريقه لصنع اسمه بين كبار المخرجين المصريين، قال المخرج محمد عبد العزيز، الذي اعتبره البعض امتدادًا للمخرج فطين عبد الوهاب: “لم يكن الطريق مفروشًا بالورود كما يظن البعض، ففي الستينات، كانت النظرة تجاه خريجي المعهد سلبية، وكان ينظر إلينا كأكاديميين بعيدين عن الإنتاج، لكننا أصررنا على إثبات أنفسنا، واستطعنا أن نحمل الراية من الجيل السابق ونواصل مسيرة السينما المصرية باجتهاد وإخلاص”.

واختتم حديثه متذكرًا بداياته مع الزعيم عادل إمام، قائلاً: “عرفت عادل قبل أن يقف أمام الكاميرا لأول مرة، وبدأنا معًا رحلة طويلة قدمنا خلالها 18 فيلمًا، منها: البعض لا يذهب للمأذون مرتين، قاتل ما قتلش حد، خلي بالك من جيرانك، رجل فقد عقله، وحنفي الأبهة، والتي كانت تمثل رحلة صعود كبيرة لي وله، ومشوارًا من البهجة لا يُنسى”.

[related_news]