في مشهد إنساني مؤثر يجسد روح الانتماء والوعي الوطني، تمكن المواطن محمد علي، أحد أبناء محافظة المنيا، من الوصول إلى لجنته الانتخابية للإدلاء بصوته في اليوم الثاني من انتخابات مجلس النواب 2025، على الرغم من إصابته البالغة في حادث سير قبل أيام قليلة فقط.
عزيمة واصرار رغم الألم
رغم ما يعانيه من جراح وآلام واضحة، أصر على المشاركة، رافضًا أن تعيقه حالته الصحية عن أداء واجبه الوطني، مؤكدًا أن المشاركة في الانتخابات ليست مجرد حق، بل رسالة حب وولاء للوطن.
الوصول إلى اللجنة الانتخابية
وصل محمد علي إلى لجنته الانتخابية، مدرسة الشهيد حمدى على عبد الحميد بقرية ريدة غروب مركز المنيا، مستندًا على ذراعي اثنين من الشباب الذين ساعدوه على السير، وسط نظرات إعجاب وتعاطف من الحضور.
رسالة للعالم
كان المشهد مهيبًا، امتزج فيه الصبر والإصرار بالعزيمة والإيمان بأن الوطن يستحق التضحية، حيث قال محمد بصوت يملؤه العزم: “أنا مصاب من كام يوم، لكن والله ما قدرت أقعد في البيت، الانتخابات دي واجب علينا كلنا، ومفيش حاجة تمنعني عن واجبي.”
الصوت أمانة
وأضاف وهو يتلقى المساعدة في الدخول إلى اللجنة: “يمكن جسمي تعبان، لكن قلبي واقف مع مصر، صوتي أمانة، ولازم أوصل الرسالة إن اللي بيحب بلده بيشارك مهما كانت ظروفه.”
رفض العائلة
وأشار محمد إلى أن عائلته حاولت إقناعه بعدم الحضور خوفًا على صحته، لكنه رفض بشدة قائلاً: “قلت لهم لو جيت حبًا في مصر، ربنا هيعينني، مش ممكن أتفرج من بعيد والناس كلها بتنزل وتشارك، البلد دي علمتنا إن اللي بيشارك بيبني.”
ترقب كبير
وتابع بعينين تملؤهما الدموع: “أنا يمكن واحد بسيط، لكن صوتي له قيمة زي أي مواطن كبير، الانتخابات دي مش مجرد ورقة، دي شهادة إننا واقفين مع بلدنا ضد أي تحدي.”
مشاركة الجميع
وأشار إلى أن ما رآه أمام اللجان من تعاون وتنظيم كبير شجعه أكثر، مضيفًا: “الناس كلها مبسوطة، شباب وبنات وستات كبار جايين من بدري، ده دليل إن الوعي كبر، وإن كلنا حاسين إننا شركاء في مصير بلدنا.”
تحية من المواطنين
تجمع عدد من المواطنين حول محمد علي لتحيته، وأشادوا بموقفه الوطني، مؤكدين أن حضوره رغم إصابته يُعد رسالة قوية للأجيال الشابة عن معنى الانتماء الحقيقي.
درس في الوطنية
قال أحد الشباب الذين ساعدوه: “الراجل ده درس في الوطنية، رغم إصابته أصر ييجي ويدلي بصوته، وده أكبر دليل إن المشاركة مش بالكلام، لكن بالفعل.”
الابتعاد عن الفرص الضائعة
غادر محمد علي اللجنة بعد أن أدلى بصوته، محمولًا على أذرع محبيه، وابتسامة رضا ترتسم على وجهه، قائلاً: “دلوقتي ارتحت، عملت اللي عليّ، كلنا لازم نشارك ونقول كلمتنا، الوطن مش شعار، الوطن فعل وإرادة.”
رمز التحدي
وغادر وسط تصفيق الحاضرين الذين رأوا فيه رمزًا حيًا للإصرار والتحدي والإيمان بأن الوطن يستحق دائمًا أن نتجاوز من أجله الألم والظروف.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل.
