حقق حزب الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي “الحرية تتقدم” انتصارًا ملحوظًا في الانتخابات النصفية التي أُجريت يوم الأحد، مما يعزز موقفه في البرلمان ويمهد الطريق لتنفيذ إصلاحاته الاقتصادية المثيرة للجدل، وفقًا لبيانات وزارة الداخلية الأرجنتينية، فقد حصل الحزب على نحو 41% من الأصوات بعد فرز 92% من صناديق الاقتراع، مما أتاح له الفوز بـ 64 مقعدًا من أصل 127 في مجلس النواب ليصبح الكتلة الأكبر، ويستعيد القدرة على حماية الفيتو الرئاسي الذي تآكل بفعل ضغوط المعارضة في الأشهر الأخيرة.
عودة الثقة السياسية
يأتي هذا الفوز بعد الهزيمة القاسية التي تعرض لها الحزب في انتخابات مقاطعة بوينس آيرس المحلية في سبتمبر الماضي، والتي أدت إلى تراجع العملة المحلية واهتزاز ثقة المستثمرين في مستقبل حكومة ميلي، لكن نتائج الانتخابات النصفية أعادت التوازن السياسي، ومنحت الرئيس زخماً جديداً لتنفيذ أجندته الاقتصادية، التي تشمل خفض الضرائب، وإصلاح نظام التقاعد، وتحرير سوق العمل.
تحسن الأسواق
يتوقع المحللون أن تنعكس هذه النتائج إيجاباً على الأسواق في الأرجنتين مع انحسار حالة عدم اليقين، فقد أظهرت السندات والبيزو الأرجنتيني تحسناً فور إعلان النتائج، إذ صعدت العملة في سوق العملات المشفرة إلى نحو 1390 بيزو مقابل الدولار.
دعم دولي متزايد
يتزامن هذا الفوز مع دعم مالي وسياسي متزايد من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وقعت اتفاقًا لتبادل العملات بقيمة 20 مليار دولار مع بوينس آيرس لدعم البيزو، بالإضافة إلى تنسيق واشنطن لحزمة تمويل إضافية عبر بنوك وول ستريت، كما أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب استقبل ميلي في البيت الأبيض في لقاء اعتُبر تأكيدًا للتحالف السياسي بين الطرفين.
فرصة لتعزيز الشرعية
يرى ألبرتو راموس، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي لأمريكا اللاتينية، أن هذه النتائج تمنح إدارة ميلي شرعية جديدة ورصيدًا سياسيًا مهمًا، مؤكدًا أن حسن استغلال هذا الزخم قد يعزز قدرة الرئيس على الحكم، ويؤمّن استمرار الدعم الأمريكي والدولي.
تبدلات في المزاج الشعبي
على الجانب الآخر، تراجعت نتائج الحزب البيروني، الذي يمثل التيار اليساري التقليدي في البلاد، إلى 24.5% فقط من الأصوات، بينما بلغ إجمالي الأصوات التي حصل عليها مع حلفائه نحو 32% فقط، مما يعكس تبدلاً واضحًا في المزاج الشعبي الأرجنتيني بعد عام من الأزمات الاقتصادية والفضائح السياسية، ويمنح ميلي فرصة نادرة لإعادة رسم المشهد البرلماني وفتح صفحة جديدة من الاستقرار السياسي والإصلاح الاقتصادي بعد فترة مضطربة.
