قال توم إيساي، الخبير الاقتصادي، إن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توزيع 2000 دولار على معظم دافعي الضرائب من حصيلة الرسوم الجمركية قد لا يكون له تأثير اقتصادي كبير، مع توقعه أن يكون أثره السياسي أكبر من تأثيره على الاقتصاد.
وأوضح إيساي، في مداخلة مع قناة الشرق بلومبرج، أن هذه المبالغ سترسل عبر البريد، بتمويل مباشر من عوائد التعريفات الجمركية التي فرضتها الإدارة الأمريكية منذ أبريل، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة، وخاصة خلال فترة جائحة كورونا، أثبتت أن الشيكات التحفيزية لم تكن استراتيجية فعّالة أو مستدامة لتهدئة الاقتصاد أو السيطرة على الأسعار.
وأضاف: “الناس سيقدّرون الحصول على هذه الشيكات، لكن في النهاية يهتمون بالسياسات الاقتصادية ومعقولية الأسعار، وليس بالمكاسب اللحظية.”
تأثير التضخم… محدود هذه المرة
ورأى إيساي أن هذه الخطوة لن تدفع التضخم للارتفاع بشكل كبير، كما حدث في 2021–2022، لأن الشيكات الحالية تُصرف لمرة واحدة فقط، وبقيمة لا تُقارن بحزم التحفيز الضخمة التي ضُخت خلال الجائحة.
هل الخطوة سياسية؟
وفي تفسيره للدوافع، قال إيساي إن تأثير هذه الخطوة يبدو “سياسيًا بالدرجة الأولى”، معتبرًا أن الهدف منها قد يكون تعزيز شعبية ترامب خلال المرحلة المقبلة، حيث يتوقع أن يتلقى المواطنون الشيكات بشكل مباشر من الحكومة الفيدرالية.
إعلان حالة الطوارئ… ودور الكونجرس
وأشار إيساي إلى أن ترامب أعلن حالة طوارئ وطنية، بموجب قانون الطوارئ الاقتصادية، مما أتاح له فرض تعريفات جمركية على شركاء تجاريين رئيسيين مثل أوروبا وكندا، رغم صعوبة ربط هذه الخطوات بتهديد الأمن القومي، وأكد أن الكونغرس، رغم اعتراض البعض، قد لا يتدخل بقوة، خاصة أن الحزب الجمهوري يسيطر عليه، وقد يدعم ترامب حتى لو خسر أي طعن قانوني أمام المحكمة العليا، لأن هذه الخطوة تُعتبر مصدرًا لمليارات الدولارات من خلال الرسوم الجديدة.
ووصف إيساي هذه التطورات بأنها “علامة فارقة في تحول الولايات المتحدة نحو نهج أكثر إمبرياليًا”، في سياق تركيز السلطات التجارية بيد الرئيس.
الخيارات المقبلة في حال خسارة ترامب قضائيًا
وعن السيناريو المحتمل إذا خسر ترامب الحكم القضائي المتعلق بفرض التعريفات، رأى إيساي أن أمامه خيارات محدودة، أبرزها: تكثيف الاتفاقيات التجارية الثنائية على غرار الاتفاق الأخير مع سويسرا، والتحول نحو نموذج تجاري أحادي الجانب يمنح الولايات المتحدة نفوذًا أكبر لكنه قد يدفع ثمناً سياسيًا واقتصاديًا على المدى الطويل.
وختم إيساي بالقول إن مسار التجارة الأمريكية قد يشهد تحولًا عميقًا إذا استمرت الإدارة في توسيع سلطاتها التجارية على حساب الأطر متعددة الأطراف.
