الذهب والفضة – أرشيفية
أفاد الخبير الاقتصادي روبرت جوتليب بأن الارتفاعات القياسية التي حققها الذهب والفضة هذا العام، جاءت في ظل بيئة تتسم بالعزوف عن المخاطر في الأسواق العالمية، غير أن هذا الصعود القوي تزامن مع تذبذبات حادة بسبب دخول مستثمرين جدد إلى السوق وخروجهم السريع عند أول موجة بيعية.
وأشار جوتليب خلال مقابلة مع قناة الشرق بلومبرج، إلى أن سعر الذهب ارتفع من مستويات قرب 1700 دولار قبل عام، إلى حوالي 4200 دولار مؤخرًا، كما سجلت الفضة ارتفاعًا من 19 دولارًا إلى 53 دولارًا، مضيفًا: “لا شيء يصعد في خط مستقيم، وكلما زاد الارتفاع، أصبحت التصحيحات أكبر والتقلبات أشد”.
وأكد أن موجة البيع التي شهدتها الأسواق قبل أسبوعين كانت “صحية جدًا للسوق”، مشيرًا إلى أن تصريحات قادة في المجال الاقتصادي والاستثماري، مثل محمد العريان وآخرين، شجعت مستثمرين أفرادًا على دخول السوق بسرعة عبر مراكز مضاربية قصيرة الأجل “weak longs”، مما أدى إلى خروج جماعي عند أول تراجع، ودفع الأسعار للانخفاض الحاد.
عودة الدعم الأساسي بعد التصحيح
أوضح جوتليب أن “الدعم من الأساسيات” عاد ليقود الأسعار للارتفاع مجددًا بعد انتهاء الموجة البيعية، مشيرًا إلى استفادة الذهب من عمليات شراء قوية من البنوك المركزية، التي تستحوذ على حوالي 18% من إجمالي الإنتاج العالمي.
تحركات ضخمة في سوق الفضة ونقل السيولة بين بورصات لندن وشيكاغو
وفيما يخص الفضة، أشار جوتليب إلى أن نحو 50 مليون أونصة عادت من أسواق CME في الولايات المتحدة إلى بورصة لندن، وهو أعلى مستوى منذ 9 سنوات، ولكن هذا الرقم “ليس كافيًا” مقارنة بالحجم الذي تم نقله سابقًا بسبب مخاوف التعرفة الجمركية في مطلع العام، حين تم شحن 280 مليون أونصة من لندن إلى CME.
كما بين أن مخزونات الفضة العالمية تبلغ نحو 800 مليون أونصة، لكن الجزء المتاح فعليًا للتداول الحر (Free float) لا يتجاوز 350 مليون أونصة، في حين يصل متوسط التداول اليومي إلى 250 مليون أونصة، مما يعكس ضيقًا شديدًا في السوق.
حالة باكوورديشن “Bullish” بقوة
وأكد جوتليب أن حالة الباكوورديشن المسجلة في الفضة—حيث تكون الأسعار الفورية أعلى من العقود الآجلة—تشكل إشارة قوية على شح المعروض، تمامًا كما يحدث في أسواق النفط، مشيرًا إلى أن الفضة وصلت حديثًا إلى -5 دولارات على أساس ربع سنوي، وهي حالة غير مسبوقة، مما يعني أن تكلفة اقتراض الفضة لمدة 6 أشهر تعادل نحو 9%، ما يعكس ضيقًا تاريخيًا في السوق ويمثل “إشارة صعودية بنسبة 100%”، على حد تعبيره.
واختتم جوتليب بأن نقص المعروض وتحولات السيولة بين بورصات المعادن ستستمران في دعم ارتفاعات الفضة، خاصة مع تراجع المخزون المتاح للتداول وتزايد الطلب من الصناديق الاستثمارية.
