«توجهات مستقبلية لأسعار الفائدة في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان»

جورج ستير- أولاف ستوربيك- إليترا أرديسينو

توقعات الفيدرالي الأمريكي

تشير المؤشرات إلى أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد يخفض أسعار الفائدة في اجتماعه غداً الأربعاء، وبات المتداولون يراقبون ما إذا كان البنك المركزي سيقرر إنهاء برنامجه للتشديد الكمي الذي استمر لثلاث سنوات.

خفض أسعار الفائدة

كان المستثمرون يعتقدون بشكل كبير أن الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 3.75 – 4%، وذلك حتى قبل أن تُظهر البيانات ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى 3% في سبتمبر، وهو ما يعتبر أقل من توقعات الاقتصاديين بمعدل 3.1%.

التخفيضات المستقبلية

ومع وجود توقعات بمزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة قبل نهاية العام، بعد خفض تكاليف الاقتراض للمرة الأولى هذا العام في سبتمبر، تتركز الأنظار على ما إذا كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، سيشير إلى وقف عملية إعادة تقييم الميزانية العمومية للبنك المركزي.

السياسات السابقة

بداية، استخدم الاحتياطي الفيدرالي عمليات شراء ضخمة للأصول لتحفيز النمو، وهي سياسة تُعرف بالتيسير الكمي، عقب الأزمة المالية العالمية، واستمرت حتى عام 2022 مع بعض التوقفات، وبعد ذلك اتجه البنك لتقليص ميزانيته العمومية بمقدار 2.2 تريليون دولار، واستنزاف الاحتياطيات المتاحة للبنوك التجارية لإدارة أعمالها اليومية.

تطورات السوق

في وقت سابق من الشهر الجاري، قال باول: «بدأت تظهر بعض الدلائل على أن ظروف السيولة تضيق تدريجيًا»، مشيرًا إلى أن التيسير الكمي قد ينتهي في وقت أقرب مما كان متوقعًا سابقاً، وفي اليوم التالي، شهدت تكلفة اقتراض البنوك لليلة واحدة بضمان سندات الخزانة زيادة كبيرة في يوم واحد هذا العام.

وجهات نظر المحللين

قال محللون في جي بي مورغان: «عندما ذكر باول الأسبوع الماضي أن التيسير الكمي قد ينتهي «في الأشهر المقبلة»، سمعنا أنه يقصد ديسمبر، والذي قد يكون هو الهدف، لكن التطورات بعد ذلك تدفعنا للاعتقاد بأن اللجنة ستسير لإنهاء التيسير الكمي الأسبوع المقبل».

البنك المركزي الأوروبي

في الجهة الأخرى، من المرجح أن يبقي البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 2% يوم الخميس، في محاولة لتقييم تأثير الحرب التجارية عبر الأطلسي على النمو والتضخم، مع صعوبة فصل الإشارات عن الضجيج المحيط نظراً لتباين البيانات الاقتصادية.

بيانات الاقتصاد الأوروبي

بينما شهدنا تراجع الإنتاج الصناعي في ألمانيا إلى مستويات لم تُسجل منذ عام 2005 بسبب تراجع الصادرات، فإن معنويات قطاع الأعمال في منطقة اليورو تُسجل أعلى مستوى لها في 17 شهراً وفقاً لمؤشر مديري المشتريات المركب الصادر عن شركة «إتش سي أو بي».

تقييم البيانات الاقتصادية

في المقابل، ارتفع معدل التضخم في منطقة اليورو إلى 2.2% في سبتمبر، متجاوزاً هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2% لأول مرة منذ أبريل، وكتب اقتصاديون من مورغان ستانلي في مذكرة للعملاء: «البيانات منذ اجتماع سبتمبر قد اتسمت بالضعف، لكنها لم تكن ضعيفة بما يكفي لتغيير التوقعات التي رسمتها توقعات سبتمبر».

اجتماع ديسمبر

وحذرت بانثيون ماكرو إيكونوميكس من أنه «ليس هناك الكثير ليتحدث عنه البنك المركزي الأوروبي»، مضيفة: «كل الأنظار تتجه أكثر نحو ديسمبر»، حيث سيعقد صانعو السياسات اجتماعهم الأخير لهذا العام في 18 ديسمبر، وسيقدم موظفو البنك المركزي الأوروبي توقعاتهم المحدثة للنمو والتضخم، وهي مدخلات رئيسية لقرار السياسة النقدية.

سياسة بنك اليابان

في اليابان، من المتوقع على نطاق واسع أن يُبقي بنك اليابان على أسعار الفائدة عند 0.5% في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية غداً وبعد غد، بعد فوز ساناي تاكايتشي، المتشددة مالياً، لخلافة رئيس الوزراء المنتهية ولايته شيجيرو إيشيبا هذا الشهر.

محاولات رفع الأسعار

بعد أن أبقى بنك اليابان أسعار الفائدة عند مستويات منخفضة للغاية لسنوات، يسعى منذ مارس من العام الماضي تدريجياً إلى رفع تكلفة الاقتراض في محاولة لتطبيع السياسة النقدية، وقد كان آخر رفع لأسعار الفائدة في يناير من هذا العام، ولكن الضغوط الناتجة عن الإقدام على «يوم التحرير» الذي فرضه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أجبرت البنك المركزي على التوقف لفترة طويلة.

توقعات رفع الفائدة

مع إبرام اتفاقية تجارية بين الولايات المتحدة واليابان في يوليو، وإشارات من صانعي السياسات، كانت الأسواق تتوقع بحلول أواخر سبتمبر احتمالًا يقارب 70% لرفع أسعار الفائدة في أكتوبر، ولكن فوز تاكايتشي المفاجئ يعني أن صانعي السياسات في بنك اليابان من المرجح أن يؤجلوا أي قرار رفع حتى تتبلور خططها بشكل أكبر.

تركيز الأسواق

يتوقع المتداولون الآن احتمالاً يزيد على 80% لإبقاء أسعار الفائدة ثابتة، وسيركز مراقبو بنك اليابان على التوجيهات المستقبلية للمحافظ كازو أويدا، بالإضافة إلى التوقعات الاقتصادية والتضخمية الفصلية الجديدة، والتي ستصدر بالتزامن مع قرار سعر الفائدة يوم الخميس، ويقول شيكلونا: «من المرجح أن يُصرّح أويدا بأن بنك اليابان لا يزال مستعداً لرفع أسعار الفائدة إذا تطور الاقتصاد كما هو متوقع»، ويضيف: «لا يزال رفع سعر الفائدة في ديسمبر مرجحاً حتى إذا كان غير وارد في أكتوبر».