تُعتبر العلاقات الاقتصادية بين مصر وليبيا من أهم العلاقات التجارية في المنطقة العربية، حيث يرتبط البلدان بروابط تاريخية وجغرافية وثقافية عميقة، إلى جانب المصالح الاقتصادية المشتركة التي تعزز التعاون بينهما في مجالات متعددة، وعلى رأسها التجارة والصادرات.
تطور العلاقات الاقتصادية بين مصر وليبيا
أوضح ناصر الجازوى، رئيس مجلس ادارة مجموعة الجازوى للشحن، أن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وطرابلس شهدت تطورًا ملحوظًا خلال السنوات الأخيرة، خاصةً بعد استقرار الأوضاع السياسية نسبيًا في ليبيا، وحرص الطرفين على دعم الاستقرار وإعادة الإعمار، وتُعد مصر واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لليبيا، حيث تحتل مراتب متقدمة في قائمة الدول المصدرة للسوق الليبي، مستفيدة من القرب الجغرافي والمنافذ الحدودية البرية التي تسهل حركة السلع والأفراد.
وأكد الجازوى أن الحكومتين المصرية والليبية عملتا على توقيع عدة اتفاقيات لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، تهدف إلى تعزيز التبادل التجاري بين البلدين، وتيسير دخول السلع عبر المنافذ الحدودية، إضافة إلى توسيع مجالات الاستثمار في قطاعات الطاقة والبنية التحتية ومشروعات الإعمار، بما يدعم المصالح المشتركة ويعزز التنمية الاقتصادية في البلدين.
أهم الصادرات المصرية إلى ليبيا
وشرح الجازوى أن ليبيا تعد سوقًا رئيسيًا للمنتجات المصرية في شمال إفريقيا، حيث تتنوع الصادرات المصرية إلى ليبيا لتشمل:
- المنتجات الغذائية والزراعية: مثل الخضروات والفواكه والمنتجات المجففة والعصائر والمعلبات.
- مواد البناء: كالأسمنت والحديد والسيراميك والدهانات، وهي منتجات تشهد طلباً مرتفعاً في ظل حركة الإعمار داخل ليبيا.
- المنتجات الهندسية والكهربائية: الأجهزة المنزلية، والأسلاك والكابلات، ومعدات الكهرباء.
- المنتجات الكيماوية والبترولية: مثل المنظفات والمبيدات ومواد البلاستيك.
- الملابس والمنسوجات: حيث تعد من السلع التي تلقى رواجا كبيرا في السوق الليبي.
وأشار الجازوى إلى أن هناك بيانات رسمية من الغرف التجارية تؤكد أن هناك نمواً ملحوظاً للصادرات المصرية إلى ليبيا، خاصةً من محافظات مرسى مطروح والإسكندرية والبحيرة، والتي ترتبط بالنشاط التجاري عبر المنافذ الحدودية مثل منفذ السلوم البري.
الصادرات الليبية إلى مصر
من أبرز الصادرات الليبية إلى مصر، ذكر الجازوى أن ليبيا تُصدر عددًا من المنتجات النفطية ومشتقات البترول والغاز الطبيعي، بالإضافة إلى بعض المواد الخام والمنتجات الزراعية، مثل التمور وزيت الزيتون، وتمتلك ليبيا فرصًا واعدة لتوسيع صادراتها في مجالات الطاقة والبتروكيماويات، بما يخدم مصالح البلدين.
آفاق التعاون الاقتصادي
ويوضح ناصر الجازوى أن تعزيز التعاون التجاري بين مصر وليبيا قد يسهم في زيادة حجم التبادل التجاري إلى أكثر من 3 مليارات دولار سنويًا خلال السنوات المقبلة، خاصةً في ظل الاتجاه نحو تفعيل المناطق اللوجستية المشتركة وتسهيل حركة النقل عبر المنافذ الحدودية، كما أن مشاركة الشركات المصرية في مشروعات إعادة إعمار ليبيا تمثل فرصة اقتصادية كبيرة، لا سيما في مجالات البنية التحتية، والإسكان، والطاقة، والمياه، مما يعزز من دور مصر كشريك استراتيجي في بناء الدولة الليبية.
تظل العلاقات المصرية الليبية نموذجًا للتكامل العربي الإقليمي، إذ تجمع بين الروابط السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ويشكل التعاون التجاري والصادرات أحد أهم ركائز هذه العلاقة، فمع استمرار الجهود المشتركة لتطوير الشراكة الاقتصادية، يمكن للبلدين أن يحققا معًا نهضة اقتصادية تُسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في المنطقة.
