في خطوة مفاجئة, أعلنت شركة “OpenAI” عن إطلاق نموذجين جديدين للذكاء الاصطناعي مفتوحي المصدر ومتاحين بالمجان, وهما قادران على محاكاة طريقة التفكير لدى البشر, وذلك بعد فترة من الاهتمام الذي حصدته شركة “ديب سيك” الصينية الناشئة بنماذجها مفتوحة المصدر
إتاحة النماذج الجديدة
أوضحت “OpenAI” أنها ستتيح النموذجين اللذين يحملان اسمي “GPT-oss-120b” و “GPT-oss-20b” على منصة “Hugging Face” المتخصصة في استضافة برامج الذكاء الاصطناعي, مما يتيح للمستخدمين إنتاج نصوص متنوعة استجابةً لطلباتهم, مع الإشارة إلى أن النماذج لا تدعم إنتاج الصور أو مقاطع الفيديو
قدرات متقدمة
وفقًا لتقرير نشرته وكالة بلومبرغ واطلعت عليه “العربية Business”, يتميز النموذجان الجديدان بقدرتهما على تنفيذ مهام معقدة تشمل كتابة الأكواد البرمجية والبحث عن المعلومات عبر الإنترنت نيابةً عن المستخدم
نظام الأوزان المفتوحة
يستند النموذجان إلى أنظمة أوزان مفتوحة على غرار نموذج “لاما” الذي طورته شركة ميتا, حيث يشير مصطلح “الوزن” إلى مجموعة المعلمات التي تحدد سلوك نموذج الذكاء الاصطناعي
مستوى الشفافية
تشارك “OpenAI” القيم الرقمية التي اكتسبتها النماذج وعُدلت بها خلال عملية التدريب, مما يسمح للمطورين بتخصيصها بكفاءة أكبر, إلا أنها تحتفظ بالبيانات المستخدمة في تدريب هذه النماذج, وهو ما يمنع وصفها بأنها مفتوحة المصدر بشكل كامل
نماذج مغلقة في الغالب
على الرغم من اسمها, تعتمد “OpenAI” في الغالب على نماذج مغلقة المصدر, وهي برمجيات تحت سيطرة الشركة المطورة ولا يمكن للمستخدمين تعديلها, مما يعني مستوى أقل من الشفافية فيما يتعلق بالجوانب التقنية
حماية البيانات والتكاليف
على غرار العديد من الشركات المنافسة في الولايات المتحدة, تحرص “OpenAI” على حماية بيانات التدريب الخاصة بها, وتركز على فرض رسوم أعلى على نماذجها الأكثر تطورًا لتعويض التكاليف الباهظة التي تتكبدها في عملية التطوير
عودة إلى المصادر المفتوحة
يعود آخر إصدار لنموذج مفتوح المصدر من “OpenAI” إلى عام 2019, عندما أطلقت “GPT-2”, وهو النموذج الذي سبق النموذج الذي شغل النسخة الأولى من روبوت الدردشة “شات جي بي تي”
استراتيجية المصادر المفتوحة
بعد وقت قصير من إطلاق شركة “ديب سيك” الصينية لنموذجها مفتوح المصدر “R1” في يناير, أشار الرئيس التنفيذي لـ “OpenAI” سام ألتمان إلى أن الشركة تدرس إمكانية الكشف عن بعض أوزان النماذج, وأقرّ أيضًا بضرورة وضع استراتيجية واضحة للتعامل مع النهج مفتوح المصدر
دعم حكومي للنماذج المفتوحة
حظي تطوير النماذج المفتوحة بدعم من خطة عمل الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتعلقة بالذكاء الاصطناعي, والتي أشارت إلى قدرة هذه النماذج على أن تصبح معايير عالمية في مجالات الأعمال والبحث الأكاديمي
مخاوف تتعلق بالأمان
لطالما أثار منتقدو البرمجيات مفتوحة المصدر مخاوف بشأن مستويات الأمان المتدنية, وفي يوليو, أعلن ألتمان عبر منصة “إكس” عن خطط لإطلاق نموذج مفتوح الوزن في منتصف الشهر, لكنه أرجأ ذلك لإجراء اختبارات سلامة إضافية ومراجعة الجوانب عالية الخطورة
الحذر والمسؤولية
أكد ألتمان على ثقته في قدرة المجتمع على تطوير أشياء رائعة باستخدام النموذج, لكنه أشار إلى أنه بمجرد طرح الأوزان, لا يمكن سحبها, وأضاف أن هذا الإصدار يمثل تجربة جديدة بالنسبة للشركة وأنها ترغب في القيام بالأمر بالشكل الصحيح
الاستخدامات المستهدفة
تطمح “OpenAI” في أن تستخدم نماذجها المفتوحة الجديدة من قبل الأفراد والشركات والحكومات الراغبة في تعديل أنظمة الذكاء الاصطناعي وتشغيلها على أجهزتها وخدماتها الخاصة, وأشارت الشركة إلى أن “Orange SA” و “Snowflake” كانتا من بين الشركات التي اختبرت هذه النماذج
صغر الحجم والكفاءة
يتميز كلا النموذجين الجديدين بصغر الحجم والكفاءة النسبية, حيث أوضحت الشركة أن الإصدار الأقوى “120b” يعمل على وحدة معالجة رسومات واحدة بسعة 80 غيغابايت, بينما يعمل إصدار “20b” على جهاز كمبيوتر محمول بذاكرة 16 غيغابايت