«استعدوا للعاصفة الشتوية: تفاصيل بدء تأثيراتها على البلاد لمدة 5 أيام»

قاسم، تشهد الإسكندرية والمدن الساحلية الشمالية في مصر واحدة من أكثر الظواهر الجوية قسوة خلال فصل الشتاء، وهي نوة قاسم التي تأتي كل عام مع بداية شهر ديسمبر، وتُعد هذه النوة من أشد النوات المعروفة بين سكان السواحل، لما تحمله من رياح عاتية وأمطار غزيرة واضطرابات كبيرة في حركة البحر، مما يجعلها حدثًا ينتظره السكان بقدر من الحذر والاستعداد.

موعد نوة قاسم وطبيعتها المناخية

تتميز هذه النوة بكونها من أوائل النوات الشتوية القوية التي تضرب الساحل الشمالي مع بداية ديسمبر، ووفق جدول نوات شتاء عام 2025، من المتوقع أن تبدأ النوة في 4 ديسمبر وأن تستمر لمدة خمسة أيام متتالية، وخلال هذه الفترة، يسود طقس متقلب يتميز بانخفاض واضح في درجات الحرارة، بالإضافة إلى رياح جنوبية غربية قوية، وتصاحبها أمطار غزيرة قد تصل في بعض الأحيان إلى مستوى العواصف الرعدية، وتشتهر هذه النوة بشدة اضطراب البحر وارتفاع الأمواج إلى مستويات قد تعيق الملاحة والصيد، مما يجعل الجهات المعنية ترفع حالة الاستعداد المبكر، خاصة في المناطق المنخفضة أو القريبة من شواطئ البحر، كما يتابع المواطنون نشرات هيئة الأرصاد الجوية بشكل مكثف خلال تلك الأيام، نظرًا لتغير الأحوال الجوية ساعةً بساعة.

أصل تسمية نوة قاسم وأهميتها التاريخية

يرجع اسم “النوة” إلى قصة تراثية تداولها أهل الإسكندرية جيلاً بعد جيل، ويقال إن النوة سُمّيت بهذا الاسم نسبةً إلى ابن أحد الصيادين الذي فقد حياته أثناء اشتداد النوة في أحد الأعوام الماضية، فأُطلق عليها الاسم تخليدًا لذكراه، وأصبحت هذه القصة جزءًا من الموروث الشعبي السكندري الذي يتناقله الصيادون وأهل البحر، وتمثل النوة أيضًا جزءًا من التقويم البحري القديم الذي يعتمد عليه الصيادون لتحديد فترات العمل والتوقف، فلكل نوة خصائصها وموعدها المعروف تقريبًا كل عام، مما يساعد العاملين بالبحر على معرفة الفترات الأكثر خطورة.

تأثيرات النوة على الإسكندرية والسواحل الشمالية

خلال أيام النوة، تتعرض الإسكندرية والمدن الساحلية لمظاهر طقس شتوي قاسٍ، حيث تتجاوز سرعة الرياح في بعض الأحيان 80 كم/ساعة، ما يجعلها من أقوى النوات خلال موسم الشتاء، وتسبب هذه الرياح العاتية في ارتفاع كبير للأمواج قد يصل إلى عدة أمتار، مما يفرض توقف حركة الصيد تمامًا حفاظًا على سلامة الصيادين وسفنهم، كما تشهد المدينة أمطارًا غزيرة تتسبب في تجمعات مائية ببعض المناطق، مما يدفع الأجهزة التنفيذية لرفع جاهزية معدات شفط المياه ومتابعة حالة الشوارع بشكل مستمر، بالإضافة إلى ذلك، تنخفض درجات الحرارة بشكل ملحوظ مما يجعل الطقس شديد البرودة، ويزيد الشعور بالأجواء الشتوية القاسية المعتادة في الإسكندرية خلال ديسمبر، وتتأثر محافظات أخرى على الساحل الشمالي بامتداد النوة، مثل البحيرة وكفر الشيخ ومطروح، حيث تصل الأمطار والرياح إلى هذه المناطق وإن كانت بدرجات متفاوتة، بهذه السمات، تبقى نوة قاسم علامة مميزة في ذاكرة أهالي الإسكندرية كل عام، تجمع بين حكايات الماضي وقوة الطبيعة، وتستدعي استعدادات خاصة لمواجهة أيامها الخمسة التي تُعد من أكثر فترات الشتاء قسوة على الشواطئ المصرية.

[related_news]