طوابير إرادة المصريين في انتخابات الشيوخ تجسد وعيًا يقود مسيرة البناء والاستقرار

طوابير إرادة المصريين في انتخابات الشيوخ تجسد وعيًا يقود مسيرة البناء والاستقرار


فى مشهد يجسد وعى المصريين وحرصهم على مواصلة مسيرة البناء والاستقرار، أظهرت انتخابات مجلس الشيوخ التى جرت فى الخارج يومى 1 و2 أغسطس وفى الداخل يومى 4 و5 أغسطس رسوخ حالة الاستقرار السياسى فى الدولة المصرية والتزامها بجميع الاستحقاقات الدستورية فى مواعيدها رغم التحديات الداخلية والخارجية، ففى قلب إقليم يضج بالصراعات تقف مصر ثابتة على أرض صلبة تواجه التحديات بإرادة شعبية تحمى استقرار الوطن ومؤسساته عبر صناديق الاقتراع.


وعلى مدار يومين اصطف المصريون من السيدات والشباب وكبار السن وذوى الهمم فى طوابير أمام أكثر من 8 آلاف لجنة انتخابية بمختلف المحافظات، وقد جُهزت هذه اللجان باحترافية عالية من الهيئة الوطنية للانتخابات من حيث التجهيزات اللوجستية والفنية لاستقبال الناخبين فى انتخابات مجلس الشيوخ بوصفه الغرفة الثانية للبرلمان المصرى.


وقد وفرت الهيئة الوطنية للانتخابات كل التيسيرات للمصريين فى الداخل والخارج، بما يمكّنهم من ممارسة حقهم الدستورى والوطنى واختيار ممثليهم تحت قبة مجلس الشيوخ، حيث قدم المصريون بمختلف فئاتهم صورة حضارية أمام مقار الاقتراع مدفوعين بوعى عالٍ وعزيمة لا تلين.


وحظيت العملية الانتخابية بمتابعة محلية ودولية واسعة من منظمات المجتمع المدنى والبعثات الدبلوماسية، بما يعكس الحرص على الشفافية والنزاهة، وبلغ عدد المتابعين ما يقرب من 25 ألف متابع من الداخل والخارج إلى جانب تغطية إعلامية شاملة.


كما تفقدت وفود دولية وعربية مقار الاقتراع ولاحظت إقبال المواطنين وانتظام سير الإجراءات، وحرصت الهيئة الوطنية للانتخابات على مواكبة التحول الرقمى لخدمة العملية الانتخابية بما يعزز الكفاءة والدقة والشفافية فى جميع مراحلها.


ويؤكد الدكتور رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية أن المشاركة الواسعة فى انتخابات مجلس الشيوخ 2025 على امتداد المحافظات منذ بدء التصويت تمثل دلالة قوية على يقظة الوعى الوطنى لدى المصريين وحرصهم على الانخراط الإيجابى فى مسار الديمقراطية والمساهمة الفاعلة فى صياغة مستقبل بلادهم.

أقرأ كمان:  «غموض يلف الإمدادات».. أسعار النفط تحافظ على توازنها وسط ترقب لتطورات الإنتاج الروسي


وأوضح فرحات فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن الإقبال الكثيف على صناديق الاقتراع يحمل رسائل مهمة، أولها إدراك المصريين لقيمة أصواتهم فى رسم السياسات المستقبلية عبر القنوات الشرعية والدستورية، وحرصهم على حماية الاستقرار السياسى وتثبيت المسار الديمقراطى، بما يعكس ثقتهم فى قدرة الدولة على تجاوز التحديات بأمان.


وأضاف أن مجلس الشيوخ بوصفه غرفة تشريعية ذات طابع استشارى يلعب دورا محوريا فى دعم صناعة القرار، لا سيما فى القضايا الكبرى المرتبطة بالتنمية الشاملة والتشريعات المستقبلية والسياسات العامة بعيدة المدى، ومن ثم فإن اختيار الكفاءات القادرة على تقديم رؤى متعمقة وإثراء النقاش الوطنى مسؤولية تقع على عاتق كل ناخب يشارك فى هذه الانتخابات.


وشدد على أن أهمية انتخابات الشيوخ لا تنبع فقط من الدور المؤسسى للمجلس، بل أيضا من توقيتها الدقيق وسط تحديات أمنية واقتصادية إقليمية ودولية تتطلب وحدة الصف وتكاتف مؤسسات الدولة والمجتمع، لتكون المشاركة رسالة دعم قوية للدولة المصرية وإشارة طمأنة داخلية وخارجية بأن الشعب ملتف حول مؤسساته الدستورية.


وأشاد بالدقة والانضباط اللذين تتم بهما العملية الانتخابية بالتنسيق مع مؤسسات الدولة كافة، مؤكدا أن الهيئة الوطنية للانتخابات أدارت المشهد وفق أعلى معايير الشفافية والنزاهة من حيث التنظيم وتيسير الإجراءات وضمان سير التصويت فى أجواء هادئة ومنظمة، بما يبعث برسالة إضافية عن الجدية والاحترافية فى إدارة الاستحقاقات الوطنية، ومؤكدا أن المصريين لا يتخلون عن مسؤولياتهم الوطنية ويثبتون فى كل محطة أنهم خط الدفاع الأول فى مواجهة التحديات.


من جانبه أكد عصام شيحة عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان ورئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أنه تم فتح المجال للمنظمات الدولية لمتابعة انتخابات مجلس الشيوخ وجميع الاستحقاقات، مشيرا إلى أن الدولة لا تخفى شيئا فى هذا الاستحقاق وهو ما عزز ثقة المواطنين فى العملية الانتخابية على مدار السنوات الماضية.

أقرأ كمان:  «دعمًا للسلام» مصر تؤكد دعمها لتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية وحركة M23


وأضاف أن الدولة المصرية نجحت فى تنظيم انتخابات مجلس الشيوخ فى موعدها، وأن إنجاز هذا الاستحقاق الدستورى يعد انتصارا لإرادة المصريين وثقة فى مؤسساتهم، موضحا أن من روجوا لاستحالة إجراء الانتخابات فى ظل الظروف الأمنية والاقتصادية تلقوا ردا عمليا يثبت قدرة الدولة على إدارة العملية الديمقراطية بكفاءة.


وأشار إلى أن المصريين باتوا أكثر وعيا بثقافة الاستحقاقات الديمقراطية بعد أكثر من عشر تجارب انتخابية منذ عام 2014، مؤكدا أن الثقة فى صناديق الاقتراع ترسخت خاصة مع تطوير آليات التصويت مثل الاعتماد على الرقم القومى والتصويت فى لجان قريبة من محل السكن أو العمل.