دعا الإعلامي البارز عمرو أديب إلى إعادة تقييم دور الدولة في المشروعات الاقتصادية والاستثمارية، مؤكدًا على ضرورة تحول الحكومة من مُنفذ ومشارك مباشر إلى مُسهل ومراقب، وذلك خلال برنامجه الشهير “الحكاية” على فضائية “إم بي سي مصر”.
كفاية.. حان وقت القطاع الخاص
انتقد أديب التوسع الحكومي في المشروعات الاقتصادية، قائلًا: “كفاية الدولة كفت ووفت في طرق وكباري ومشروعات وفراخ وبيض وخضروات”، مشيرًا إلى أن الحكومة قد تجاوزت دورها بدخولها في مشاريع لا يجب أن تكون من ضمن أولوياتها، وأكد على أن الدولة قامت بدورها في إطلاق العديد من المشروعات، ولكن الوقت قد حان لكي ينسحب القطاع العام تدريجيًا ليحل محله القطاع الخاص، مضيفًا: “خلاص كتر خيرك.. كان جه وقت البلد ما فيهاش استثمارات، دلوقتي خلاص”.
القطاع الخاص أقدر على الدراسة والتنفيذ
أشار أديب إلى فكرة إنشاء مدينة إنتاج إعلامي جديدة وأخرى للتكنولوجيا كمثال، مؤكدًا أنه لا يفهم الجدوى من هذه المشروعات، وأن “القطاع الخاص هو الأقدر على دراستها وتنفيذها، ودور الدولة يجب أن يقتصر على توفير الأرض والتسهيلات”، وأضاف أن أي فكرة جديدة سواء مدينة إنتاج إعلامي أو مدينة تكنولوجية أو أي مصنع يجب أن تُطرح على القطاع الخاص فورًا، مع تحول دور الدولة من “منفّذ” إلى “مراقب ومسهّل ومشجع”.
“ادخلي بالأرض بس”.. نموذج ديزني لاند ويونيفرسال
أكد أديب أن دور الدولة الآن يجب أن يقتصر على “ادخلي بالأرض بس”، وأن يترك الباقي للمستثمر ليجلب التمويل ويجري دراسات الجدوى ويبني ويشغل، مشيرًا إلى أن مدنًا عالمية كبرى مثل ديزني لاند ويونيفرسال ستوديوز مملوكة لشركات خاصة وليست للحكومات.
نجيب ساويرس مثال للنجاح في الإعلام
استشهد أديب بنجاح رجل الأعمال نجيب ساويرس في المجال الإعلامي، قائلاً: “نجيب غاوي فن.. كان عنده محطة تلفزيون ناجحة.. تعالى يا نجيب خش معانا وهات ملياراتك ومستثمرينك من بره واشتغل”، مؤكدًا على قدرة القطاع الخاص على تحقيق النجاح في هذا المجال.
تسهيلات حقيقية لجذب المستثمرين
أكد أديب على أهمية تقديم تسهيلات حقيقية لجذب المستثمرين، مثل “الأرض ببلاش أو حتى بجنيه.. إعفاء ضريبي 15 أو 20 سنة.. خلّي المستثمر ييجي يشمّ ريحة الفلوس”، موضحًا أن الدولة لا تزال تفكر بمنطق الخمسينات والستينات، وتتدخل في كل شيء من الفراخ للخضار للإعلام، وأشار إلى أن الوزراء يعانون من قلة الموارد، بينما المواطن يتساءل عن جودة التعليم والصحة، مؤكدًا أن هذه الموارد ستأتي من الاستثمارات الخارجية فقط، وليس من بيع الأراضي أو القروض الجديدة.
الأولويات: التعليم والصحة والخدمات الأساسية
شدد أديب على أن الأولويات الحالية للدولة يجب أن تركز على التعليم والصحة والخدمات الأساسية، معربًا عن استيائه من تخصيص موارد لمشروعات ثانوية بينما هناك احتياجات ملحة في القطاعات الحيوية.
الاستثمار الأجنبي هو الحل
أكد أديب أن الاستثمار الأجنبي المباشر هو الحل الأمثل لتمويل المشروعات وتطوير البنية التحتية، مشيرًا إلى أن جذب المستثمرين يتطلب بيئة استثمارية جاذبة وتسهيلات حقيقية، وأضاف أن الدولة يجب أن تركز على تهيئة المناخ الاستثماري بدلاً من الانخراط المباشر في المشروعات الاقتصادية، موضحًا أن ذلك سيساهم في توفير الموارد اللازمة لتحسين الخدمات الأساسية وتلبية احتياجات المواطنين.
