بعد وفاة الشقيقة السادسة، تصاعدت حدة المأساة التي تعيشها قرية دلجا بسبب مرض غامض يفتك بأطفالها، بالإضافة إلى إصابة والدهم، وفي خضم هذه الأحداث، اتخذت النيابة العامة في المنيا قرارًا باستخراج جثامين ثلاثة من الأطفال الذين فارقوا الحياة لإخضاعها للفحص الدقيق، جاء هذا القرار بعد دفنهم في مستشفى دير مواس دون إحالة الأمر إلى النيابة، وهو ما استدعى هذا الإجراء القانوني.
### تفاصيل وفاة الشقيقة السادسة
تشير المصادر إلى أن الأطفال الثلاثة المتوفين لفظوا أنفاسهم الأخيرة خلال اليومين الأولين من دخولهم المستشفى، مما يتيح فرصة ثمينة للتحقق من أسباب الوفاة بدقة متناهية من خلال فحص الطب الشرعي، وأفادت المصادر أيضًا بأن والد الأطفال يتلقى العلاج حاليًا في قسم السموم بمستشفى أسيوط الجامعي، وأن النيابة قد طلبت على وجه السرعة التقارير الطبية الخاصة بحالته، بالإضافة إلى تقارير التشريح المتعلقة بالطفلين الرابع والخامس، كما تقرر إخضاع جثمان الطفلة السادسة للتشريح، على الرغم من مرور عشرة أيام على ظهور الأعراض عليها، وذلك لتحديد السبب الحقيقي وراء وفاتها.
### الطفلة فرحة محمد ناصر.. الشقيقة السادسة
الطفلة فرحة محمد ناصر، البالغة من العمر 14 عامًا، كانت آخر ضحايا هذا المرض الغامض، حيث فارقت الحياة بعد أيام من تلقيها العلاج في مستشفى الإيمان العام في أسيوط.
في غضون ذلك، يواصل فريق النيابة العامة، بقيادة المستشار محمد أبو كريشة، التحقيق في هذه القضية المأساوية، حيث تتضمن أعراض المرض قيء حاد، ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة، تشنجات، واضطرابات في الوعي، وهي الأعراض نفسها التي أودت بحياة ستة أطفال تباعًا.
### معاناة العائلة والمجتمع
علي محمد، عم الأطفال المتوفين، عبر عن حالة الرعب والغموض التي تسيطر على العائلة والمجتمع بسبب هذا المرض الفتاك، وأوضح أن الأعراض تظهر بشكل مفاجئ وسريع، وتؤدي إلى الوفاة في غضون فترة قصيرة جدًا، وأشار إلى أن شقيقه نصر محمد، والد الأطفال، لا يزال يخضع للعلاج المكثف في العناية المركزة بمستشفى أسيوط الجامعي، حيث يخضع لفحوصات وتحاليل دقيقة بالتعاون مع وزارة الصحة.