«ذكاء اصطناعي متقدم» شات جي بي تي ينجح في خداع اختبارات التحقق من البشر

«ذكاء اصطناعي متقدم» شات جي بي تي ينجح في خداع اختبارات التحقق من البشر

في خطوة مفاجئة, تمكن روبوت “شات جي بي تي” من اجتياز اختبارات الروبوتات, وذلك من خلال محاكاة دقيقة للسلوك البشري في استخدام الحاسوب, معتمداً على أحدث نسخه و”شات جي بي تي إيجنت”, حسب ما ورد في تقرير موقع “آرس تكنكيا” التقني, مما يثير تساؤلات حول مستقبل الأمن السيبراني.

يمثل “شات جي بي تي إيجنت” نقلة نوعية مقارنة بـ”شات جي بي تي” التقليدي, إذ يتمتع بمتصفح خاص, يمكنه من تصفح الإنترنت والتفاعل مع المواقع المختلفة في بيئة افتراضية آمنة تخضع لرقابة نظام التشغيل, مما يجعله أكثر فعالية في إنجاز المهام.

التفاعل مع هذا الروبوت يتم عبر واجهة “شات جي بي تي” المألوفة, حيث يمكن للمستخدمين إعطاء الأوامر ومراقبة أداء الروبوت داخل هذه البيئة المعزولة, مما يوفر تجربة سلسة وفعالة.

على الرغم من أن اختبارات الروبوتات, مثل تلك التي تقدمها منصة “كلاود فلير” لتأمين المواقع, مصممة خصيصًا لمنع هذه الاختراقات, إلا أن “شات جي بي تي إيجنت” نجح في تجاوزها بسهولة غير متوقعة, الأمر الذي أثار دهشة المراقبين.

قام أحد المستخدمين بمشاركة لقطة شاشة تثبت نجاح الروبوت في تخطي الاختبار, واستمراره في العمل بشكل طبيعي, مع شرح النموذج لما يفعله, مؤكدًا أنه يضغط على زر الاختبار للتأكد من أن الموقع يعتبره مستخدمًا حقيقيًا وليس روبوتًا, مما يوضح قدرة الروبوت على التكيف مع المواقف المختلفة.



مصدر الصورة

كيف تمكن “شات جي بي تي” من تخطي هذا الاختبار؟

تعتمد اختبارات الروبوتات المستخدمة في المواقع, والتي توفرها شركات مثل “كابتشا” و”كلاود فلير” وغيرها من شركات الأمن السيبراني, على آليات متنوعة, لكن أبرزها هو التأكد من أن المستخدم ليس روبوتًا عبر طرق متعددة.

قد يبدو هذا الاختبار بسيطًا, إلا أنه يمثل تحديًا كبيرًا للروبوتات التقليدية, لأنه يحلل سلوك المستخدم في تحريك مؤشر الفأرة للضغط على الزر, بدلًا من الضغط التلقائي الذي تقوم به الروبوتات, بالإضافة إلى عوامل أخرى مثل سجل التصفح والعنوان, مما يزيد من صعوبة التجاوز.

أقرأ كمان:  «تخفيضات مباركة».. اليمن تشهد انخفاضًا في رسوم تأشيرات العمرة لتسهيل أداء المناسك

السبب وراء نجاح “شات جي بي تي إيجنت” في اجتياز الاختبار هو قدرته على محاكاة حركة الفأرة بطريقة مشابهة للبشر, بالإضافة إلى استخدامه لمتصفح خاص, مما يجعله يبدو وكأنه مستخدم حقيقي.

هذا يعني أن نظام الاختبار اعتبر “شات جي بي تي إيجنت” مستخدمًا بشريًا حقيقيًا يحاول الوصول إلى الموقع والاستفادة منه, وبالتالي سمح له بتجاوز الاختبار بنجاح, مما يبرز التطور الكبير في قدرات الذكاء الاصطناعي.



مصدر الصورة

دعوات للتطوير

تهدف هذه الاختبارات إلى حماية المواقع من الروبوتات والبرامج الضارة, وعلى الرغم من ذلك, تمكنت الروبوتات في الماضي من تجاوزها, مما دفع الشركات إلى تطوير آليات الاختبار وإضافة معايير جديدة, في محاولة للحد من هذه الاختراقات.

أدى ذلك إلى سباق محموم بين مطوري اختبارات التحقق ومطوري الروبوتات والبرامج, فبينما كان متصفح “أوبن إيه آي” التجريبي, الذي ظهر في يناير الماضي, غير قادر على تجاوز هذه الاختبارات, أظهرت النسخة الأحدث من “شات جي بي تي إيجنت” قدرة فائقة, مما يسلط الضوء على التطور السريع في هذا المجال.

هذا التطور يفتح الباب أمام مطوري اختبارات الروبوتات لابتكار اختبارات أكثر تعقيدًا, تجعل من الصعب على نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة تجاوزها بهذه السهولة, مما يحفز على مزيد من الابتكار في مجال الأمن السيبراني.