«صراع عمالقة التكنولوجيا»: لماذا يستهدف ترامب الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، ليب بو تان؟

«صراع عمالقة التكنولوجيا»: لماذا يستهدف ترامب الرئيس التنفيذي لشركة إنتل، ليب بو تان؟

في خطوة مفاجئة، طالب الرئيس الأمريكي آنذاك، دونالد ترامب، الرئيس التنفيذي الجديد لشركة “إنتل”، ليب بو تان، بالاستقالة الفورية، بعد فترة وجيزة من توليه منصبه الرفيع في شركة تصنيع الرقائق، وذلك على خلفية مخاوف جدية بشأن علاقاته المتشعبة مع شركات صينية من خلال سلسلة من الاستثمارات المثيرة للجدل، هذه الدعوة أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط الاقتصادية والسياسية، وسلطت الضوء على التحديات المعقدة التي تواجه الشركات العالمية في ظل التوترات الجيوسياسية المتزايدة

كشفت تقارير “رويترز” في أبريل الماضي أن تان استثمر مبالغ طائلة في شركات صينية على مدار عقود، سواء بشكل مباشر أو عبر صناديق استثمارية قام بتأسيسها أو إدارتها، مما أثار تساؤلات حول مدى تعارض هذه الاستثمارات مع مصالح شركة “إنتل” وأهدافها الاستراتيجية، هذه الاستثمارات أصبحت محور تدقيق مكثف من قبل الجهات الرقابية والسياسية في الولايات المتحدة

“والدن إنترناشيونال”

من خلال شركة والدن إنترناشيونال، وهي شركة رأس مال مخاطر أسسها تان في سان فرانسيسكو عام 1987، أصبح مستثمرًا رئيسيًا في شركة “Semiconductor Manufacturing International” (SMIC)، وهي أكبر شركة لتصنيع الرقائق في الصين، في عام 2001 بعد عام واحد من تأسيسها، واستمر كعضو في مجلس إدارتها حتى عام 2018، هذه الشراكة أثارت مخاوف بشأن نقل التكنولوجيا والمعرفة إلى الصين

في عام 2020، فرضت الحكومة الأمريكية عقوبات على “SMIC” بسبب علاقاتها الوثيقة بالجيش الصيني، وقام تان بإنهاء استثماره في “SMIC” عام 2021، وفقًا للجنة مجلس النواب الأمريكي المعنية بالحزب الشيوعي الصيني، هذه العقوبات والانسحاب اللاحق سلطا الضوء على الضغوط المتزايدة على الشركات الأمريكية العاملة في الصين

لا تزال الشركة تستثمر في 20 صندوقًا وشركة إلى جانب صناديق تابعة للحكومة الصينية أو مؤسسات مملوكة للدولة، وفقًا لقواعد بيانات الشركات الصينية، بما في ذلك مراكز تكنولوجية مثل هانغتشو وهيفي وووشي، هذه الاستثمارات المستمرة تثير تساؤلات حول مدى استقلالية الشركة والتزامها بالمصالح الأمريكية

أقرأ كمان:  «نافياً الشائعات» ترامب ينفي نيته تدمير شركات إيلون ماسك بسحب الدعم الحكومي

استثمرت “والدن” أيضًا في ست شركات تقنية صينية، جنبًا إلى جنب مع شركة “China Electronics Corporation” (CEC)، المورد البارز لجيش التحرير الشعبي الصيني، والتي فرض عليها الرئيس ترامب عقوبات في عام 2020 كجزء من أمر تنفيذي يحظر شراء أو الاستثمار في “شركات عسكرية صينية”، هذا الاستثمار المشترك يعكس التشابكات المعقدة بين الشركات الخاصة والكيانات الحكومية في الصين

تتضمن الاستثمارات المشتركة لـ”والدن” مع “CEC” حصة 2% في شركة “Intellifusion”، وهي شركة مراقبة أُدرجت في القائمة السوداء التجارية لوزارة التجارة الأمريكية في عام 2020، مما يفتح الباب أمام تورطها المزعوم في انتهاكات حقوق الإنسان في منطقة شينجيانغ، هذه القضية تسلط الضوء على المخاطر الأخلاقية والقانونية المرتبطة بالاستثمار في شركات المراقبة الصينية

يمتلك صندوقان تابعان لشركة والدن حاليًا أكثر من 5% من شركة “Wuxi Xinxiang Information Technology”، وهي مورد لمعدات التحكم عن بُعد لشركة “Yangtze Memory Technologies” (YMTC)، الشركة الصينية البارزة في صناعة شرائح الذاكرة، وفقًا لبيانات المشتريات الموجودة في قواعد بيانات الشركات الصينية، هذه الحصة الكبيرة تثير تساؤلات حول مدى تأثير الشركة على عمليات “YMTC”

أضافت وزارة التجارة “YMTC” إلى القائمة السوداء التجارية عام 2022، وأدرجها البنتاغون في 31 يناير 2024 ضمن قائمة “الشركات العسكرية الصينية العاملة في الولايات المتحدة”، هذا التصنيف يعكس المخاوف المتزايدة بشأن الدور الذي تلعبه “YMTC” في دعم القدرات العسكرية الصينية

“ساكاريا”

يعتبر تان المالك الوحيد لشركة ساكاريا المحدودة (Sakarya)، وهي شركة قابضة مقرها هونغ كونغ تستثمر في الصين، وفقًا لتقرير أرباح صادر عن شركة لتصنيع الرقائق مدعومة من “ساكاريا” ونُشر في 31 أكتوبر، هذه الملكية تمنح تان سيطرة كبيرة على استثمارات الشركة في الصين

تسيطر “ساكاريا” على 38 شركة صينية، بما في ذلك شركة هواكسين يوانتشوانغ (تشينغداو) لإدارة الاستثمارات المحدودة، وهي الكيان الاستثماري الرئيسي لشركة والدن في بر الصين الرئيسي، والتي تربط تان بأكثر من 500 شركة صينية، وفقًا لقواعد بيانات الشركات الصينية، هذه الشبكة الواسعة من الشركات تزيد من تعقيد تقييم مدى تأثير تان على الاقتصاد الصيني

أقرأ كمان:  ضوابط جديدة لصرف الكتب الدراسية للمدارس الخاصة والدولية في العام الدراسي 2025 2026

“سين”

يمتلك تان حصصًا في 68 شركة صينية من خلال شركة سين المحدودة (Seine)، وهي كيان آخر مقره هونغ كونغ، وتسيطر عليه شركة “Walden Technology Ventures III LP”، وفقًا لقواعد بيانات الشركات الصينية، هذه الحصص المتعددة تعكس مدى انخراط تان في الاقتصاد الصيني

تمتلك “سين” حصة 3.1% في شركة دابو تكنولوجيز، وهي شركة لتصنيع المكونات مقرها غوانغدونغ، والتي صنفتها لجنة مجلس النواب الأمريكي المعنية بالحزب الشيوعي الصيني كمتعاقد مع جيش التحرير الشعبي الصيني، وكذلك حصة 8.3% في شركة هاي روبوتيكس، وهي شركة ذكرت اللجنة أنها تقدمت بعرض للحصول على عقد مع جيش التحرير الشعبي الصيني، وتعمل مع شركات مراقبة صينية، وفقًا للملفات، هذه الروابط مع الجيش الصيني تثير مخاوف بشأن الأمن القومي

“كادنس ديزاين”

ذكرت “رويترز” في أغسطس الماضي أن السيناتور الجمهوري الأمريكي توم كوتون شكك في علاقات تان بشركات صينية وفي قضية جنائية حديثة تتعلق بشركته السابقة كادنس ديزاين (Cadence Design)، هذا التشكيك يعكس المخاوف المتزايدة بشأن تأثير العلاقات الصينية على الأمن القومي الأمريكي

في رسالة إلى مجلس إدارة إنتل، تساءل كوتون تحديدًا عما إذا كانت الشركة على علم باستدعاءات صدرت لكادنس خلال قيادة تان، وما إذا كانت “إنتل” قد اتخذت خطوات للتخفيف من مخاطر الأمن القومي المحتملة قبل تعيينه، هذه التساؤلات تضع ضغوطًا كبيرة على “إنتل” لتقديم توضيحات وضمانات

باعت “كادنس” منتجات تصميم رقائق لجامعة عسكرية صينية، وفقًا لتقرير “رويترز”، وفي الأسبوع الماضي، وافقت “كادنس ديزاين” على الإقرار بالذنب ودفع أكثر من 40 مليون دولار لتسوية التهم، هذه المبيعات والتسوية تثير تساؤلات حول مدى التزام الشركة بالقوانين واللوائح الأمريكية

تولى تان رئاسة شركة كادنس كرئيس تنفيذي من عام 2008 إلى عام 2021، وكان رئيسًا تنفيذيًا حتى مايو 2023، وقد تمت عمليات البيع للكيانات الصينية تحت قيادته لشركة كادنس، الشركة التي تُصنّع برامج التصميم وأدوات أخرى تُستخدم في تصنيع الرقائق، هذا يعني أن تان كان مسؤولاً بشكل مباشر عن هذه العمليات المثيرة للجدل

أقرأ كمان:  «حصري» وزارة التربية والتعليم تكشف حقيقة تعديل نتائج الثانوية العامة 2025