حريق مدمر يطال معالم إسلامية تاريخية في إسبانيا بالصور والفيديو

حريق مدمر يطال معالم إسلامية تاريخية في إسبانيا بالصور والفيديو

اندلع حريق في مسجد قرطبة التاريخي، وقد سارعت فرق الإطفاء إلى الموقع وتمكنت من السيطرة على النيران وفقًا لمصادر من مجلس الكاتدرائية لوكالة الأنباء الإسبانية “إفي”، ولا تزال أسباب الحريق الذي شب في هذا المعلم التاريخي مجهولة، مما يثير التساؤلات حول ملابسات الحادث، وتضيف إلى أهمية التحقيقات الجارية.

أفادت المصادر بأن الحريق نشب داخل مصلى يقع في أروقة “المنصور”، الذي كان يستخدم كمخزن لمعدات التشغيل الخاصة، وامتدت ألسنة اللهب لتطال أروقة الزيارات الخاصة بالحاجب المنصور، مما يظهر حجم الضرر الذي لحق بهذا الجزء من المسجد، وتوضح أهمية تقييم الأضرار لتحديد الخطوات اللازمة لإعادة التأهيل.

مسجد قرطبة: تحفة معمارية عبر التاريخ

يعتبر مسجد قرطبة تحفة معمارية فريدة، شيده الأمير عبد الرحمن الداخل، الملقب بصقر قريش، خلال فترة إمارته على الأندلس بين عامي (138-172 هـ)، ليصبح رمزًا للعمارة الإسلامية في الأندلس، ويعكس عظمة الحضارة الإسلامية في تلك الحقبة.

جامعة قرطبة: منارة للعلم في العصر الأموي

تحول مسجد قرطبة خلال عصر الخلافة الأموية في الأندلس إلى جامعة كبرى، يقصدها طلاب العلم من سائر أنحاء أوروبا، مما جعله مركزًا للتبادل الثقافي والمعرفي بين الشرق والغرب، وأثرى الحضارة الإنسانية جمعاء.

تحولات تاريخية: من مسجد إلى كاتدرائية

ظل مسجد قرطبة في حوزة المسلمين حتى سقوط مدينة قرطبة على يد ملك قشتالة فرناندو الثالث عام 633 هـ، ليشهد تحولًا تاريخيًا بعد استعادة المسيحيين السيطرة على المدينة، ويتحول جزء منه إلى كاتدرائية، مما يعكس التغيرات السياسية والدينية التي مرت بها المنطقة.

إرث عالمي: مزيج فريد من الثقافات

بنى الأمويون مسجد قرطبة بعد الفتح الإسلامي لإسبانيا في القرن الثامن الميلادي على موقع كاتدرائية مسيحية، وعندما استعاد المسيحيون السيطرة على قرطبة في القرن الـ13 أقاموا كاتدرائية وسط المسجد، ليشكل هذا المزيج الفريد من الثقافات إرثًا عالميًا يجسد التسامح والتعايش.

وجهة سياحية عالمية

يعد مسجد كاتدرائية قرطبة أحد أبرز المعالم التاريخية في إسبانيا، ويصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويقصده للزيارة قرابة مليونين ونصف مليون زائر سنويًا، مما يؤكد أهميته كوجهة سياحية عالمية، ويسلط الضوء على قيمته الثقافية والتاريخية.

أقرأ كمان:  «حياة جديدة بقرار جريء» امرأة تكسر القيود وتنتقل لدار رعاية المسنين في الثامنة والثلاثين من عمرها

 

أهم ما يميز هذا الجامع ويجعله فريدًا في تاريخ الفن المعماري أن كل الإضافات والتعديلات وأعمال الزينة كانت تسير في اتجاه واحد وعلى وتيرة واحدة، بحيث يتسق مع شكله الأساسي، مما يجعله تحفة فنية متكاملة، تعكس الانسجام والجمال.