
في خطوة مفاجئة، أصدرت لجنة الرقابة بمجلس النواب الأمريكي 12 مذكرة استدعاء تستهدف شخصيات سياسية لامعة، من بينهم الرئيس الأسبق بيل كلينتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، وذلك للإدلاء بشهاداتهم في تحقيق برلماني بالغ الأهمية يتعلق بملفات جيفري إبستين، المتهم بجرائم الاتجار الجنسي، والذي فارق الحياة، هذا التحقيق يثير الكثير من التساؤلات حول ملابسات القضية وتورط شخصيات نافذة، مما يجعله محط أنظار الرأي العام ووسائل الإعلام
### توقيت مثير للجدل وانقسامات حزبية
التحرك الذي أقدمت عليه اللجنة، ذات الأغلبية الجمهورية، يطرح تساؤلات جوهرية حول التوقيت الذي تم اختياره لهذا التصعيد، خاصة في ظل وجود انقسام داخلي ملحوظ داخل الحزب الجمهوري بشأن كيفية التعامل مع هذا الملف الشائك، فضلاً عن تردد رئيس مجلس النواب مايك جونسون في تقديم الدعم الكامل لهذه المبادرة، ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي المحيط بالقضية
### تصدع في الصفوف الحزبية
قرار إصدار الاستدعاءات من قبل رئيس لجنة الرقابة جيمس كومر جاء بعد انضمام ثلاثة جمهوريين إلى صفوف الديمقراطيين في تصويت فرعي جرى في أواخر الشهر الماضي، للمطالبة بالكشف عن الملفات، وهو ما يكشف عن وجود انشقاقات وتصدع في الصفوف الحزبية بشأن هذه القضية الحساسة التي تثير جدلاً واسعاً
### محاولات الإدارة وتخوفات الديمقراطيين
يتزامن التوقيت المثير للجدل مع مساعي إدارة ترامب لتبرير التأخير في نشر ملفات التحقيق، حيث أكد جونسون على ضرورة منح الرئيس المساحة الكافية للتعامل مع الأمر قبل تدخل الكونغرس، مشيراً إلى جهود الإدارة للكشف عن مواد هيئة المحلفين الكبرى المتعلقة بالقضية، هذا الموقف أثار حفيظة الديمقراطيين الذين يرون فيه محاولة للتستر على معلومات قد تكون ذات طبيعة محرجة سياسياً
### قائمة الاستدعاءات تطال شخصيات بارزة
لم تقتصر الاستدعاءات على الرئيسين كلينتون، بل شملت أيضاً ستة مدعين عامين سابقين ومديرين سابقين لمكتب التحقيقات الفيدرالي، من بينهم أسماء لامعة مثل ميريك جارلاند، ويليام بار، جيف سيشنز، لوريتا لينش، إريك هولدر، وألبرتو غونزاليس، بالإضافة إلى جيمس كومي وروبرت مولر الثالث، في خطوة غير مسبوقة تستهدف مسؤولين خدموا في إدارات ثلاث مختلفة، ما يعكس اتساع نطاق التحقيق وتشعبه
### اتهامات متبادلة واستقطاب سياسي حاد
النائب الديمقراطي روبرت غارسيا، وهو أبرز الديمقراطيين في لجنة الرقابة، وجه اتهامات مباشرة لترامب قائلاً: “ما الذي يخفيه دونالد ترامب ويجعله يرفض الكشف عن ملفات إبستين؟”، هذا التصريح يعكس مدى الاستقطاب السياسي الحاد الذي تشهده القضية، والشكوك المتبادلة بين الحزبين حول الدوافع الحقيقية الكامنة وراء هذا التحقيق المعقد
### تركيز على علاقات كلينتون بإبستين
يركز الجمهوريون بشكل خاص على علاقة بيل كلينتون بإبستين، والتي تم توثيقها وظهرت للعلن كجزء من دعاوى مدنية، بينما استند استدعاء هيلاري كلينتون إلى توظيف ابن شقيق غيسلين ماكسويل، شريكة إبستين المدانة، في حملتها الانتخابية عام 2008، بالإضافة إلى علاقتها بزوجها، ما يثير تساؤلات حول مدى تأثير هذه العلاقات على مسار القضية
### جدول زمني للاستدعاءات وجلسات مغلقة
تمتد الفترة الزمنية للاستدعاءات بين شهري أغسطس ومنتصف أكتوبر، حيث من المقرر أن تدلي هيلاري كلينتون بشهادتها في التاسع من أكتوبر، يليها زوجها بيل كلينتون في الرابع عشر من الشهر نفسه، وستجري هذه الجلسات خلف الأبواب المغلقة، ما يعكس حساسية الموضوع وتأثيره المحتمل على المشهد السياسي الأمريكي برمته
### وزارة العدل مطالبة بتقديم الملفات
حصلت وزارة العدل على مهلة حتى التاسع عشر من أغسطس لتقديم جميع ملفات إبستين الموجودة بحوزتها، مع حذف أسماء الضحايا، كما طُلب منها أيضاً تقديم سجلات الاتصالات بين مسؤولي إدارة بايدن السابقة ووزارة العدل فيما يتعلق بهذه القضية، وقد أكد متحدث باسم الوزارة استلام أمر الاستدعاء، لكنه امتنع عن الإدلاء بأي تعليقات إضافية
### تحركات متعددة الأطراف
تشير التطورات الأخيرة إلى أن إدارة ترامب تتحرك على جبهات متعددة، حيث أرسلت وزارة العدل مسؤولها الثاني تود بلانش لمقابلة ماكسويل، وطلبت من المحاكم الكشف عن مواد هيئة المحلفين الكبرى المتعلقة بالقضية، في الوقت نفسه، صرح ترامب بأنه منفتح على نشر المواد “ذات المصداقية”
### تعقيدات قانونية وسياسية
يشير خبراء القانون الدستوري إلى أن مواعيد الاستدعاء غالباً ما تكون مجرد نقطة انطلاق للمفاوضات في الكونغرس، وقد يتم تأجيلها أو تضييق نطاقها أو الطعن فيها مع تصاعد الخلافات السياسية والقانونية، خاصة وأن المحاكم لم تقدم سوى دعم قانوني محدود للجان الكونغرس في الماضي
### قضية مستمرة تثير التكهنات
القضية التي بدأت بوفاة إبستين الغامضة في زنزانته عام 2019، عن عمر يناهز 66 عاماً، لا تزال تثير تكهنات واسعة بسبب علاقاته الوثيقة مع شخصيات بارزة في المجتمع الأمريكي الراقي، من مشاهير ومليارديرات كانوا يترددون بانتظام على منزل رجل الأعمال الراحل، مما يجعل الكشف عن الملفات بشكل كامل مطلباً شعبياً واسع النطاق يتجاوز الانتماءات الحزبية