
أكد الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن التعليم في مصر يمثل تحديًا وطنيًا كبيرًا، وتعمل الوزارة بدأب على تطوير المنظومة التعليمية لتتوافق مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، وتسعى الوزارة جاهدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في قطاع التعليم، وتوفير فرص تعليمية متميزة لجميع الطلاب، وتعزيز جودة التعليم بما يواكب التطورات العالمية.
وبهدف تحقيق هذه الرؤية، تعمل الوزارة على عدة محاور رئيسية تشمل:
- تطوير المناهج الدراسية لتواكب العصر وتلبي احتياجات سوق العمل.
- تدريب المعلمين وتأهيلهم بأحدث الأساليب التربوية.
- توفير بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة للإبداع.
- الاستثمار في التكنولوجيا وتطبيقاتها في التعليم.
استراتيجية ثابتة وسياسات مرنة لمواجهة التحديات
أوضح وزير التربية والتعليم، خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج “مساء dmc” على قناة “دي إم سي”، أن استراتيجية تطوير التعليم في مصر ثابتة وراسخة، مع مرونة في السياسات لمواجهة التحديات الموروثة، فالوزارة تسعى للتكيف مع المتغيرات وتلبية الاحتياجات المتزايدة في قطاع التعليم، ويتم ذلك من خلال تعديل بعض السياسات لتتناسب مع الظروف الواقعية والتحديات التي تواجه المنظومة التعليمية، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة بكفاءة وفاعلية.
87% من طلاب مصر في التعليم الرسمي و22 مليون طالب في المدارس الحكومية
كشف وزير التربية والتعليم عن إحصائيات دقيقة تعكس حجم قطاع التعليم في مصر، حيث يبلغ عدد الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة حوالي 25 مليونًا و700 ألف طالب، منهم ما يقارب 22 مليون طالب في المدارس الحكومية الرسمية، وهذا يمثل نسبة 87% من إجمالي الطلاب، وتعتبر هذه النسبة الكبيرة مؤشرًا على الدور الهام الذي يلعبه التعليم الحكومي في مصر، وجهود الدولة لتوفير التعليم المجاني لأكبر شريحة ممكنة من الطلاب.
في المقابل، يتوزع الـ 13% المتبقين من الطلاب على المدارس الخاصة والدولية، بالإضافة إلى المدارس الحكومية التي تفرض رسومًا، وتمثل هذه المدارس خيارات إضافية للطلاب وأولياء الأمور، وتساهم في تنوع وتكامل المنظومة التعليمية، وتهدف الوزارة إلى تحقيق التوازن بين التعليم الحكومي والخاص، وضمان حصول جميع الطلاب على فرص تعليمية متكافئة.
أزمة الكثافات من 150 طالبًا إلى 50 فقط في الفصل
وفيما يتعلق بأزمة الكثافة الطلابية في الفصول، أشار وزير التربية والتعليم إلى أن بعض الفصول في السنوات السابقة كانت تضم أعدادًا كبيرة من الطلاب، تجاوزت في بعض الأحيان 90 طالبًا، ووصلت في بعض الحالات إلى 150 طالبًا في الفصل الواحد، ووصف الوزير هذا الوضع بأنه “غير تربوي ويستحيل معه تحقيق تعليم فعّال”، وتسعى الوزارة جاهدة لتقليل الكثافة الطلابية في الفصول، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب.
وأكد وزير التربية والتعليم أن الوزارة لم تنتظر بناء 200 ألف فصل دراسي جديد لحل مشكلة الكثافات، بل اعتمدت على حلول مبتكرة تعتمد على استغلال الإمكانات المتاحة في المدارس، بما في ذلك إعادة توزيع المساحات واستخدام الغرف غير الدراسية كفصول مؤقتة، وتعتبر هذه الحلول جزءًا من استراتيجية شاملة تهدف إلى تحسين جودة التعليم وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب.
حلول ذكية وإدارة واقعية
ويرى الوزير أن التعامل مع الكثافة الطلابية تم بعقلانية، من خلال إدارة الموارد المتاحة بأساليب مبتكرة وسريعة، دون إثقال كاهل الدولة بأعباء مالية كبيرة في وقت قصير، وأشار إلى أن الجهود المبذولة أدت إلى تحسن ملحوظ في الكثافة داخل المدارس الحكومية، ويؤكد الوزير أن الوزارة تعمل على توفير بيئة تعليمية لائقة تمكن الطالب من الفهم والمشاركة الفعالة داخل الفصل، فالهدف هو خلق بيئة تعليمية محفزة ومشجعة على الإبداع والابتكار.