
جهود الوساطة العربية لوقف إطلاق النار
أثنى السفير رياض منصور، المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، على المساعي الحميدة التي يبذلها الوسطاء العرب وجمهورية مصر العربية للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أنه على الرغم من مرور 22 شهرًا على العدوان الإسرائيلي، لم نتمكن حتى الآن من تحقيق وقف دائم وشامل لإطلاق النار ومنع تكرار الاعتداءات على شعبنا، مما يستدعي مضاعفة الجهود وتكثيفها لتحقيق هذا الهدف السامي، الذي يصبو إليه كل فلسطيني وعربي ومحب للسلام في العالم، إنهاء معاناة شعب بأكمله مطلب إنساني وأخلاقي قبل كل شيء، ويجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في هذا الصدد، وإلا فإن دائرة العنف ستستمر، وستزهق المزيد من الأرواح البريئة، وتدمر المزيد من الممتلكات، وتتعمق الجراح الفلسطينية، مما يزيد من حالة الاحتقان والغضب في المنطقة والعالم، ويؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والفوضى، وتلك هي الحقيقة التي يجب على الجميع أن يدركوها، وأن يعملوا على تغييرها، قبل فوات الأوان.
الوضع الإنساني في غزة يتطلب تحركًا فوريًا، حيث يواجه مليونا إنسان، بينهم مليون طفل، ظروفًا معيشية قاسية للغاية، وعليه يجب توفير الحماية اللازمة لهم وضمان حقوقهم الأساسية، وضمن هذا السياق صرح السفير منصور في مداخلة هاتفية مع الإعلاميين محمود السعيد ولمى جبريل في برنامج “ستوديو إكسترا” على قناة “إكسترا نيوز”، معربًا عن أمله في أن تتكلل جهود الوساطة بالنجاح، وفي الوقت ذاته شدد على ضرورة اتخاذ خطوات عملية لإجبار الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائمه المروعة، حفاظًا على أرواح الأبرياء، وخاصة في قطاع غزة المحاصر، الذي يئن تحت وطأة الظروف الصعبة.
إنقاذ الأطفال الفلسطينيين من ويلات الحرب
وشدد السفير منصور على ضرورة العمل الجاد لإنقاذ حياة الأطفال الفلسطينيين وحمايتهم من أن يصبحوا جزءًا من قائمة طويلة من الضحايا الأبرياء الذين سقطوا نتيجة للاحتلال، مؤكدًا أنه على الرغم من أننا لا نستطيع إعادة الشهداء إلى الحياة، إلا أن واجبنا الإنساني يحتم علينا إنقاذ الأحياء وتوفير الرعاية اللازمة لهم، من خلال العمل على تضميد جراحهم الجسدية والنفسية وتمكينهم من تحقيق أحلامهم، والعيش بكرامة في وطنهم وبين أهلهم، وأن يصبحوا أفرادًا فاعلين في مجتمعهم، وقادرين على بناء مستقبل مشرق، كما هو حق لكل طفل في هذا العالم، إن توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال الفلسطينيين هو استثمار في المستقبل، وضمان لجيل جديد قادر على تحقيق السلام والتنمية، والعيش بكرامة وأمان في وطنه المحرر.