
هاي كورة – مقال للصحفية كارما بارسيلو – السبورت
يبدو للمتابع أحياناً أننا ما زلنا في خضم احتفالات عيد ميلاد لامين يامال، نجم برشلونة الصاعد، فالأصداء حوله لا تهدأ، والتركيز عليه يتجاوز حدود المستطيل الأخضر، فمن يا ترى يتحمل مسؤولية استمرار هذا الضجيج،.
ضجة إعلامية مستمرة
البعض يعجز عن فهم كيف تفجرت موهبة يامال بهذه القوة، متخطية كل الحواجز في المنظومات والمؤسسات والمنافسات، وحتى في عالم كرة القدم بأكمله، والبعض الآخر، ممن لم يستسيغوا تألق ميسي طوال 17 عاماً في برشلونة، يظهر انزعاجاً، وإن كان خفياً، من ظهور نجم آخر قادم من أكاديمية لاماسيا، بل أكثر سحراً من الشعار نفسه،.
بأسلوب معهود وفعال، سعى البعض لإخراج يامال من محيطه الرياضي، ودفعه إلى دائرة الضوء الشعبية، حيث يشتعل الجدل حتى بين أولئك الذين لا يهتمون بكرة القدم أصلاً،.
أخطاء واختيارات
صحيح أن يامال ارتكب بعض الأخطاء في اختياراته الإعلامية، وسمح بتداول صور شخصية لا تعكس صورته الحقيقية، لكنه لا يزال شاباً، أمامه الوقت لتصحيح مساره، وتقع على دائرته المقربة مسؤولية حمايته من هذا العالم القاسي،.
الموهبة الفريدة
مع ذلك، يجب ألا نغفل عن جوهر الأمر، يامال موهبة نادرة، متميزة، سريعة، وذكية، وكما قال بنفسه، يتمنى أن يكتب تاريخه الخاص، مرتدياً القميص رقم 10، لكن الأهم أن يدرك أن التميز لا يقتصر على السرعة، بل يتطلب توازناً ونضجاً،.
التسويق ونجومية يامال
على الصعيد التسويقي، لا شك أن نجم يامال يسطع بقوة، فبمجرد بلوغه سن الرشد، تم طرح قميصه الجديد رقم 10 في الأسواق، وشهد إقبالاً كبيراً، حيث بيع منه 70 ألف قميص في غضون 24 ساعة فقط،.
دور المدرب هانز فليك
هنا يظهر الدور الخفي والحيوي للمدرب هانز فليك، الذي يدير هذه المعادلة المعقدة بثقة واتزان،.
فليك، الذي نجح في موسمه الأول مع برشلونة في ترسيخ هوية فنية جديدة، يمتلك القدرة على التعامل مع هذه الموهبة الواعدة، وقد قال ليامال بعد احتفاله بعيد ميلاده: “احتفل كما يحلو لك، ولكن تذكر أن لدينا تدريباً مضاعفاً غداً”،.
ولم يتأخر الرد، عاد يامال إلى منزله ثم إلى التدريبات، وكل من رآه في الأيام الأخيرة يؤكد أنه أكثر حماساً من أي وقت مضى، ومصمم على إثبات جدارته لمدربه، بأنه مستعد للتطور،.
التحدي الأكبر
يبقى التحدي الأكبر، أن يستوعب يامال أن الموهبة وحدها لا تكفي، وأن الفريق، داخل وخارج الملعب، سيمنحه دروساً لا يمكن للمراوغات أو الأهداف أن تعلمها له،.