«رد حاسم» إنفيديا تنفي المخاوف الأمنية الصينية بشأن رقائق H20

في تطور لافت للأحداث، ردت شركة إنفيديا المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية على الادعاءات التي أطلقتها وسائل الإعلام الرسمية الصينية، والتي تزعم أن رقائق الذكاء الاصطناعي من طراز H20 تشكل تهديدًا محتملاً للأمن القومي الصيني، وهو الأمر الذي أثار جدلاً واسعًا في الأوساط التقنية والاقتصادية، مما استدعى ردًا سريعًا من الشركة الأمريكية، للتوضيح ونفي هذه المزاعم المثيرة للجدل

مزاعم حول مخاطر رقائق H20

في وقت سابق، نشر حساب “يويوان تانتيان” التابع لهيئة الإذاعة والتلفزيون الصينية الرسمية CCTV، مقالًا على منصة “وي شات” الصينية، يشير إلى أن رقائق H20 لا ترتقي إلى مستوى التطور التقني المطلوب، كما أنها ليست صديقة للبيئة بالقدر الكافي، وهو ما أثار تساؤلات حول جودتها وملاءمتها للسوق الصينية

اقتبس المقال عبارة مفادها أنه “عندما يكون نوع من الرقائق غير صديق للبيئة، أو غير متطور، أو غير آمن، كمستهلكين، فمن المؤكد أن لدينا خيار عدم شرائه”، مما يعكس مخاوف بشأن معايير السلامة والجودة، التي يجب أن تتوفر في المنتجات التكنولوجية المستوردة، وهو ما يضع الشركات المصنعة أمام مسؤولية كبيرة تجاه المستهلكين

بالإضافة إلى ذلك، زعم المقال أن هذه الرقائق قد تتضمن وظائف مثل “إيقاف التشغيل عن بُعد” من خلال ما وصفه بـ “باب خلفي” في الأجهزة، وفقًا لتقرير نشرته شبكة “سي إن بي سي” واطلعت عليه “العربية Business”، وهو الأمر الذي أثار مخاوف جدية بشأن إمكانية التحكم في الأجهزة عن بُعد والتأثير على أدائها أو حتى تعطيلها

رد شركة إنفيديا على الاتهامات

في رد فعل سريع، أكد متحدث باسم شركة إنفيديا على الأهمية القصوى للأمن السيبراني، مشددًا على أن شرائح “إنفيديا” لا تحتوي على أي “أبواب خلفية” من شأنها أن تتيح لأي طرف الوصول إليها أو التحكم فيها عن بُعد، وهو ما يمثل نفيًا قاطعًا للادعاءات الصينية، وتأكيدًا على التزام الشركة بحماية أمن وخصوصية المستخدمين

كما رفضت شركة إنفيديا الاتهامات الصينية التي تزعم أن رقائق الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تتضمن وظيفة مادية تمكنها من تعطيلها عن بعد، والمعروفة أيضًا باسم “مفتاح الإيقاف”، معتبرةً أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، وتأتي في إطار التوترات التجارية والسياسية القائمة بين البلدين

تصاعد التوترات التجارية

شهدت الأسابيع الأخيرة تصاعدًا في التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن ضوابط تصدير أشباه الموصلات، وذلك على الرغم من استئناف شركة “إنفيديا” مبيعات رقاقة (H20) إلى الصين، وهو الأمر الذي يعكس حجم التعقيدات والتحديات التي تواجه الشركات الأمريكية العاملة في السوق الصينية

وصفت وسائل الإعلام الرسمية الصينية رقاقة H20 بأنها أقل جودة وخطورة مقارنة برقائق “إنفيديا” الأخرى، بينما دافعت الشركة عن رقائقها، مؤكدةً على جودتها وملاءمتها للاستخدامات المخصصة لها، وهو ما يظهر التباين في وجهات النظر بين الطرفين حول هذه القضية

يُذكر أن استئناف الشركة لشحنات الرقائق جاء بعد إلغاء حظر سابق على مبيعاتها، كان قد فرضته إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في أبريل، وهو ما يعكس التغيرات في السياسات التجارية والعلاقات بين البلدين

خلفية تطوير رقائق H20

طورت شركة إنفيديا شرائح H20، وهي أشباه موصلات أقل تطورًا مقارنة بشرائح H100 وB100 الرائدة، خصيصًا للسوق الصينية، وذلك بعد فرض قيود تصدير أولية على شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة في أواخر عام 2023، وهو ما يوضح سعي الشركة للتكيف مع القيود التجارية المفروضة، ومواصلة خدمة السوق الصينية بمنتجات تتوافق مع اللوائح المحلية

تعود ضوابط التصدير الأمريكية على بعض شرائح “إنفيديا” إلى مخاوف أمنية قومية من أن بكين قد تستخدم الشرائح الأكثر تطورًا لتحقيق تفوق واسع في مجال الذكاء الاصطناعي، وكذلك في تطبيقاته العسكرية، وهو الأمر الذي يمثل مصدر قلق للولايات المتحدة، ويؤثر على سياستها التجارية تجاه الصين