روبوت طبي يطور سلوكيات بشرية تدريجياً هل يهدد وظائف الأطباء؟

الروبوتات الشبيهة بالبشر، بتصميمها الذي يحاكي جسم الإنسان، خضعت لاختبارات مكثفة في مهام تتطلب مساعدة الإنسان في الحياة اليومية، مثل حمل الأشياء، وجمع العينات في الأماكن الخطرة، وتقديم الدعم لكبار السن، أو حتى المساعدة في العلاج الطبيعي، لكن يبقى استكشاف قدراتها في المهام الجسدية التعبيرية في المجالات الإبداعية، كالعزف على الآلات الموسيقية أو المشاركة في الفنون الأدائية، محدودًا للغاية، مما يفتح الباب أمام فرص جديدة ومثيرة

### روبوت الطبال: ثورة في عالم الروبوتات الموسيقية

وفقًا لموقع “techxplore”، كشف باحثون من SUPSI وIDSIA وبوليتكنيك دي ميلانو عن “روبوت الطبال”، وهو روبوت بشري قادر على العزف على الطبول بدقة وإحساس عالٍ، مدعومًا بخوارزمية تعلم معزز متطورة، هذا الروبوت، الذي تم عرضه في ورقة بحثية على خادم arXiv، يكتسب تدريجيًا سلوكيات شبيهة بالبشر، بما في ذلك الحركات التي عادة ما يقوم بها عازفو الطبول المحترفون، مما يجعله إضافة فريدة لعالم الروبوتات

### هدف الدراسة: دمج التعلم الآلي في العزف على الطبول

الهدف الأساسي من هذه الدراسة كان تطوير نظام يعتمد على التعلم الآلي، يمكّن الروبوت البشري من عزف مقطوعات موسيقية كاملة على الطبول، مع إظهار مهارات إيقاعية تضاهي مهارات العازفين البشر، النظام الذي طوروه، والذي أطلقوا عليه اسم “روبوت الطبال”، تم تقييمه بنجاح في محاكاة على الروبوت البشري G1، الذي صنعته شركة Unitree، مما سمح له بعزف أغانٍ حقيقية بدقة متناهية على طقم الطبول

### كيف يعمل روبوت الطبال؟

يتم تحديد أهداف الاتصال للروبوت، أي تحديد الطبول التي يجب أن يقرعها وتوقيت ذلك، ثم يستخدم الروبوت هذه المعلومات لتعلم كيفية قرع الطبول من خلال التدريب والتحسين المستمر في بيئة محاكاة، الميزة الفريدة للروبوت تكمن في تطويره سلوكيات ذكية، مثل:

* تبديل العصي بطريقة ديناميكية
* تقاطع الذراعين للوصول إلى طبول مختلفة
* تحسين حركاته عبر الطقم للتكيف مع الإيقاع
كل ذلك بطرق تحاكي عازفي الطبول البشر، مما يجعله أقرب إلى الأداء البشري

### اختبارات الأداء: من الجاز إلى الميتال

لتقييم نظامهم، قام الباحثون باختبار الروبوت على نموذج محاكاة من طراز G1 Unitree، لتقييم قدرته على عزف أغانٍ شهيرة من مختلف الأنواع الموسيقية، بدءًا من الجاز وصولًا إلى الروك والميتال، وشملت هذه الأغاني:

* “In the End” لفرقة لينكين بارك
* “Take Five” لديف بروبيك
* “Living on a Prayer” لبون جوفي
وقد وجدوا أن الروبوت تعلم بفعالية الهياكل الإيقاعية المعقدة وعزف الأغاني بدقة عالية، غالبًا بدقة إيقاعية تزيد عن 90%

### مستقبل الروبوتات في الفنون الأدائية

هذه الدراسة قد تلهم قريبًا فرق بحثية أخرى لتطوير أدوات قائمة على التعلم الآلي، تسمح للروبوتات البشرية بالعزف على الآلات الموسيقية أو المشاركة في فنون الأداء الأخرى، روبوت الطبال والأنظمة المماثلة يمكن أن تكون ذات قيمة كبيرة في صناعة الترفيه، ويمكن استخدامها في نهاية المطاف في بيئات واقعية لعرض التطورات الهائلة في مجال الروبوتات