
في خطوة واعدة نحو تعزيز الصحة النفسية، كشفت دراسة حديثة عن نجاح تطبيق جديد للهواتف المحمولة في تقليل محاولات الانتحار المتكررة بنسبة تجاوزت 58% لدى الأفراد الذين خرجوا حديثاً من المستشفى بعد محاولتهم إنهاء حياتهم، وذلك وفقاً لنتائج بحث مشترك بين المركز الطبي، وكلية الطب بجامعة ولاية أوهايو ويكسنر، بالإضافة إلى كلية الطب بجامعة ييل
فعالية تطبيق OTX-2022
تم تصميم تطبيق OTX-2022 خصيصاً للأشخاص الأكثر عرضة لخطر الانتحار، حيث يوفر 12 جلسة تعليمية قصيرة تتراوح مدتها بين 10 و15 دقيقة، وتركز هذه الجلسات على العلاج السلوكي المعرفي الموجه للوقاية من الانتحار، مما يجعله أداة قيمة للدعم النفسي المستمر
تفاصيل التجربة السريرية
شملت التجربة السريرية العشوائية 339 مشاركاً من مستشفيات الطب النفسي في الولايات المتحدة، وجميعهم كانوا يواجهون خطراً مرتفعاً بين عامي 2022 و2024، وذلك بحسب تقرير نشره موقع “digitaltrends” واطلعت عليه “العربية Business”، مما يعكس جدية المشكلة وأهمية إيجاد حلول فعالة
نتائج مبهرة وانخفاض في الأفكار الانتحارية
أظهرت النتائج أن المجموعة التي استخدمت التطبيق شهدت انخفاضاً ملحوظاً ومستمراً في الأفكار الانتحارية، كما كانت أكثر عرضة لتحقيق تحسن سريري ملحوظ مقارنةً بالمجموعة الضابطة التي لم تستخدم التطبيق، مما يؤكد فعالية التدخل الرقمي في تحسين الصحة النفسية
الأمان والوقاية من الوفيات
الأمر الأكثر أهمية هو أنه خلال فترة الدراسة لم يتم تسجيل أي حالة وفاة بسبب الانتحار في المجموعة التي تلقت العلاج الرقمي، بينما سُجلت حالة وفاة واحدة في المجموعة الأخرى، مما يبرز الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه التطبيق في إنقاذ الأرواح
أهمية التدخل المبكر بعد الخروج من المستشفى
الدراسة التي نُشرت في مجلة “JAMA Network Open” أكدت أن المرحلة التي تلي الخروج من المستشفى تُعد الأكثر خطورة وتستدعي تدخلاً عاجلاً، وهو ما يسعى التطبيق إلى توفيره من خلال الدعم المستمر والتوجيه النفسي بعد فترة العلاج الداخلي، وهذا يسد فجوة حرجة في الرعاية الصحية
تصريحات الخبراء حول دور التكنولوجيا
أكد الدكتور كريج برايان، المؤلف الرئيسي للدراسة، على أن العلاج المخصص للوقاية من الانتحار فعّال للغاية، ولكن إيجاد مختصين في هذا المجال بعد مغادرة المستشفى ليس بالأمر السهل، وأضاف أن تطبيق OTX-2022 قد يكون الحل الأمثل لسد هذه الفجوة وتوفير الدعم اللازم
مستقبل الرعاية الصحية الرقمية
بهذا الابتكار تفتح التكنولوجيا الطبية الباب أمام أدوات رقمية قادرة على إنقاذ الأرواح وتقديم الرعاية النفسية الحرجة للفئات الأكثر هشاشة، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقاً في مجال الصحة النفسية الرقمية