
تعتبر ثورة 23 يوليو 1952 لحظة تاريخية محورية في مسيرة مصر الحديثة، إذ تمثل منعطفًا حاسمًا غيّر ملامح الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بشكل جذري، كما أنها أرست دعائم أساسية كتحقيق الاستقلال، والتحرر من نير الاحتلال، وتعزيز الهوية الوطنية، إضافة إلى تقوية دور المؤسسة العسكرية، ووضع حجر الأساس لتطوير التعليم,
واليوم، وبعد مرور أكثر من سبعة عقود، يتجسد إرث ثورة يوليو في العديد من الإنجازات والمؤسسات التي صمدت، بينما شهدت أخرى اضمحلالًا نتيجة التغيرات المتلاحقة والتقلبات التي طرأت على منطقة الشرق الأوسط,
إن المبادئ الراسخة التي وضعتها ثورة يوليو بقيادة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لا تزال متأصلة في صميم الدولة المصرية، وتتجلى في جهود الجمهورية الجديدة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والتي تسعى جاهدة لتحقيق التنمية الشاملة في شتى المجالات، مع الحفاظ على وحدة الأراضي المصرية، ودعم القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية، والتصدي للمخططات الصهيونية التي تستهدف الهيمنة على المنطقة,
وفي هذا السياق، يسلط «الأسبوع» الضوء في هذا التقرير على المنجزات الباقية من ثورة يوليو حتى يومنا هذا,
ماذا تبقى من ثورة يوليو؟
الهوية الوطنية والاستقلال السياسي
شهد عام 1956 نهاية الوجود الاستعماري البريطاني رسميًا، وتم إلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية، ولا تزال الجمهورية هي النظام السياسي القائم حتى الآن، وتحافظ مصر على مكانتها كدولة مستقلة ذات سيادة,
الجيش كمؤسسة وطنية قوية
يُعد بناء جيش وطني حديث من أبرز إنجازات ثورة يوليو، ولا يزال هذا الجيش يلعب دورًا حيويًا في حماية مقدرات مصر والحفاظ على سلامة أراضيها,
قوانين الإصلاح الزراعي
كانت ثورة 23 يوليو سباقة في إعادة توزيع الأراضي على الفلاحين وكسر شوكة الإقطاع، ولا يزال بعض الفلاحين يستفيدون من هذه السياسات حتى الآن، على الرغم من التغيرات الكبيرة التي طرأت على هيكل ملكية الأراضي,
التعليم المجاني
لا تزال فكرة مجانية التعليم قائمة من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية، وذلك على الرغم من التراجع الذي قد تشهده الجودة في بعض المراحل، لكن التوسع في إنشاء الجامعات الإقليمية الذي بدأ في عهد الثورة مستمر,
قناة السويس والتأميم
يعتبر تأميم قناة السويس عام 1956 إنجازًا عظيمًا لثورة 23 يوليو، وهي اليوم تُعد مصدرًا هامًا للدخل القومي المصري,
الصناعات الوطنية
انطلقت البنية التحتية للصناعة المصرية من السياسات التي تبنتها ثورة يوليو، حيث تم إنشاء قواعد صناعية ضخمة مثل مصانع الحديد والصلب، ومصانع الغزل والنسيج، ومصانع الأسمنت,
مؤسسات اجتماعية وثقافية
أسست الثورة العديد من المؤسسات مثل الهيئة العامة لقصور الثقافة، والإذاعة والتلفزيون المصري، وأكاديمية الفنون، ولا تزال هذه المؤسسات قائمة وتمثل جزءًا لا يتجزأ من البنية الثقافية للدولة,
قيم يوليو التي لا تزال حاضرة
العدالة الاجتماعية لا تزال هدفًا نسعى لتحقيقه حتى اليوم، على الرغم من التحديات التي تواجهنا في التطبيق,
النزعة الوطنية ومناهضة الاستعمار لا تزال حاضرة في الخطاب السياسي، وإن كانت أدوات التعبير عنها قد تغيرت,
تقدير الجيش والتفاف الشعب حوله في أوقات الأزمات هو أمر مستمر ومتأصل في المجتمع,
ما تلاشى أو تم تفكيكه من منجزات الثورة
القطاع العام الضخم
شهد القطاع العام الضخم تغييرات جذرية منذ ثمانينيات القرن الماضي، وتعرض للإهمال من خلال برامج الخصخصة,
المجتمع الاشتراكي
انهارت السياسات الاشتراكية وتم التحول إلى اقتصاد السوق الحر,
دور مصر الإقليمي القيادي
تراجع الدور الإقليمي لمصر مقارنة بما كان عليه في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وذلك نتيجة لانكفاء مصر على ذاتها وانشغالها بالشؤون الداخلية خلال الأربعين عامًا التي تلت وفاته، إلا أن الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تسعى جاهدة لاستعادة هذا الدور,