
وصل المواطن السعودي حميدان التركي إلى أحضان الوطن، حيث استقبلته العاصمة الرياض اليوم الخميس، لينهي بذلك فصلاً دامياً من المعاناة استمر لتسعة عشر عاماً خلف القضبان الأمريكية، وقد أثنى نجله على الدور المحوري والجهود الحثيثة التي بذلتها القيادة السعودية في سبيل إطلاق سراحه،
عودة إلى أرض الوطن
أعلن تركي حميدان التركي عبر حسابه في منصة “إكس” عن وصول والده سالماً، معبراً عن امتنانه لله أولاً، ثم لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد، كما أشاد بالجهود المقدرة التي بذلتها سفارة المملكة، والتي كان لها دوراً فعالاً في تسهيل عودته، مؤكداً على الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بذلت في الخفاء لإتمام هذا الملف المعقد،
قرار تاريخي بالتبرئة
في التاسع من مايو الماضي، أصدرت محكمة في ولاية كولورادو قراراً تاريخياً قضى بإغلاق ملف قضية حميدان التركي بشكل نهائي وتبرئته من جميع التهم الموجهة إليه، وقد حضر الجلسة محامي السفارة السعودية في واشنطن وعدد من أفراد عائلته، مما فتح الطريق أمام عودته المرتقبة،
ملابسات القضية
تعود تفاصيل القضية إلى عام 2006، عندما صدر حكم بالسجن لمدة 28 عاماً ضد التركي بتهمة الاعتداء على خادمته الإندونيسية، وقد أثارت القضية جدلاً واسعاً، وترافقت مع ادعاءات بالتحيز ضد المسلمين في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقد تمسك التركي ببراءته طوال فترة اعتقاله، معتبراً نفسه ضحية للمشاعر المعادية للإسلام،
سنوات من المعاناة
لاحقاً، تم تخفيف الحكم إلى ست سنوات بموجب اتفاق قضائي، إلا أن التركي قضى فترة أطول بكثير في السجن، حيث دخل المعتقل وهو في السابعة والثلاثين من عمره، وخرج منه في السادسة والخمسين، ليطوي بذلك عقدين من المعاناة والانتظار،
حذر العائلة
بناءً على مشورة قانونية، فضلت عائلة التركي عدم الإعلان عن قرار الإفراج عنه مسبقاً، وذلك حتى وصوله بأمان إلى الرياض، على الرغم من تسريب وسائل الإعلام الأمريكية للخبر في وقت سابق، ويعكس هذا الحذر الطبيعة الحساسة للقضية، والحرص على تجنب أي تعقيدات قانونية في اللحظات الأخيرة،