
في خطوة أثارت استياء واسع النطاق، فرضت إحدى البلديات الجزائرية رسوماً إضافية على حفلات الزفاف التي تتجاوز توقيتها الساعة السابعة مساءً، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً بين المواطنين، واعتبره البعض تقييداً للفرح واستغلالاً للمناسبات الاجتماعية، فيما رآه آخرون محاولة لتنظيم الاحتفالات.
قرار بلدية غرداية يثير الجدل
أصدرت بلدية غرداية، الواقعة على بعد 613 كيلومترًا جنوب العاصمة الجزائر، قرارًا يقضي بفرض رسم مالي قدره 800 دينار جزائري على كل من يرغب في إقامة احتفالات عائلية، بما في ذلك حفلات الزواج، دون النظر إلى استخدام الموسيقى أو عدمه، ويهدف هذا الإجراء، حسب البلدية، إلى تنظيم المناسبات والفعاليات المختلفة، لكنه قوبل بانتقادات واسعة من قبل المواطنين الذين اعتبروه عبئًا إضافيًا على كاهلهم.
تفاصيل الرسوم الجديدة
يشمل الرسم المفروض المواطنين المخولين بتنظيم وإقامة الاحتفالات، وفق معايير زمنية ورسوم مالية محددة، حيث يتم تحصيل 800 دينار جزائري (حوالي 3 دولارات أمريكية) إذا انتهت الاحتفالات بحلول الساعة السابعة مساءً، بينما يرتفع المبلغ إلى 1500 دينار جزائري (حوالي 6 دولارات أمريكية) إذا استمرت الفعاليات لما بعد هذا التوقيت.
ردود فعل غاضبة على وسائل التواصل الاجتماعي
أثار هذا القرار موجة من ردود الفعل المتباينة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره الكثيرون "خطوة غريبة" وفرضًا غير مبرر للأموال على مناسبات عائلية ذات أهمية خاصة لدى الجزائريين، وعبر العديد من المواطنين عن استيائهم من القرار، معتبرين أنه يهدف إلى "حرمان الجزائريين من الفرح".
- البعض تساءل عن مبررات تدخل البلدية في تنظيم حفلات الأعراس وفرض غرامات عليها، معتبرين ذلك تعديًا على خصوصية العائلات.
- آخرون أشاروا إلى أن القرار يشمل جميع المناسبات العائلية، بما في ذلك أعياد الميلاد، معتبرين ذلك محاولة لتقييد مظاهر الفرح والاحتفال.
- في المقابل، رأى البعض أن المسؤولية تقع على عاتق البلدية في تنظيم المناسبات، خاصة تلك التي تتسبب في إعاقة حركة المرور أو إزعاج السكان.
توضيح من بلدية غرداية
أوضح مصدر مسؤول من بلدية غرداية لـ "العربية نت" أن الهدف من القرار هو المساهمة في تنظيم المناسبات، وليس جمع الأموال كما يروج له البعض، وأشار إلى أن المبلغ المفروض رمزي، ولا يشكل عبئًا كبيرًا على الأسر التي تنفق مبالغ أكبر بكثير على حفلات الزفاف، وأكد المصدر أن البلدية تسعى من خلال هذا الإجراء إلى ضمان سير الاحتفالات بشكل منظم، وتجنب أي إزعاج قد يلحق بالآخرين.
رأي الخبراء في علم الاجتماع
أكد المختص الاجتماعي عبد الحفيظ صندوقي أن حفلات الزواج في الجزائر تعتبر مناسبات مقدسة، وتتمسك العائلات بتنظيمها رغم التكاليف الباهظة، حتى لو اضطرت إلى الاقتراض، وأضاف أن فرض رسوم إضافية، حتى لو كانت رمزية، يزيد من الأعباء المالية والإدارية على العائلات، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.