محلل فلسطيني يكشف خطة نتنياهو لاحتلال غزة تهجير نزع سلاح وحماس في موقف صعب

محلل فلسطيني يكشف خطة نتنياهو لاحتلال غزة تهجير نزع سلاح وحماس في موقف صعب

وافق المجلس الوزاري الأمني المصغر الإسرائيلي “الكابينيت” على خطة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسيطرة على مدينة غزة, ووصفها مكتبه بأنها تهدف إلى “تدمير حماس” وفرض السيطرة الأمنية الكاملة على القطاع.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الوزراء الإسرائيلي بكامل هيئته على الخطة التي حظيت بموافقة الكابينيت قبل يومين, وسط تأكيدات إسرائيلية بأن الهدف يتجاوز حماس ليشمل فرض سيطرة أمنية شاملة على القطاع.

### أهداف إسرائيل من السيطرة على مدينة غزة
أوضح الدكتور عبد المهدي مطاوع, المحلل السياسي الفلسطيني, أن إسرائيل سبق وأن سيطرت على مدينة غزة بعد 37 يومًا من بداية الحرب, لكنها تهدف هذه المرة بشكل أساسي إلى تنفيذ خطة “التهجير الطوعي” للفلسطينيين.

وكشف في تصريحات خاصة, أن الخطة تتضمن وضع السكان في مخيمات وفتح المجال للخروج نحو الجنوب, ثم التعامل مع كل من تبقى في المدينة على أنه منتمٍ لحماس.

وأضاف أن مدينة غزة لا تزال تضم الكثير من المباني, ومعظم مناطق الشمال تقع فيها, مما يجعل عملية “مسح” المدينة جزءًا من مخطط التهجير على مدى السنوات العشر القادمة.

### تمركز قوات الاحتلال في القطاع
أكد مطاوع أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسيطر فعليًا على 75% من قطاع غزة, بينما تبقى 25% فقط خارج التواجد العسكري المباشر, وتشمل أجزاء من مدينة غزة والمنطقة الوسطى.

وأشار إلى أن الاحتلال يسيطر على كل المفاصل التي تربط المدن ببعضها, بينما تخضع المساحة المتبقية لسيطرة نيرانية عبر الطائرات المسيرة, مما يعني السيطرة الكاملة على القطاع.

ولفت إلى أن الاحتلال يهدف أيضًا إلى نزع سلاح غزة عبر تفتيش المنازل والمواطنين, ومعالجة الأنفاق بشكل كامل, موضحًا أن “الرهائن ليسوا الهدف الاستراتيجي, بل التهجير ونزع السلاح”.

### مدة التنفيذ وخطة “اليوم التالي”
يرى مطاوع أن السيطرة على غزة قد تتم في مدة قصيرة, لكن البقاء العسكري سيستمر لفترة أطول لترتيب الأوضاع بما يتوافق مع الرؤية الإسرائيلية لليوم التالي للحرب.

أقرأ كمان:  «ثبات حذر».. الليرة السورية تحافظ على استقرارها النسبي أمام الدولار في تعاملات مساء السبت

وبيّن أن نتنياهو لا يريد كيانًا فلسطينيًا مثل السلطة الفلسطينية, خاصة بعد نتائج مؤتمر نيويورك, مشيرًا إلى أن المتفق عليه بين واشنطن وتل أبيب هو إنهاء حكم حماس ونزع سلاحها, بينما تبقى الخلافات قائمة حول شكل إدارة غزة مستقبلًا, وهو ما قد يتأثر بالانتخابات الإسرائيلية القادمة.

### خيارات حماس في المرحلة الحالية
ذكر مطاوع أن حركة حماس لم تتشاور مع أحد عندما اتخذت قرار 7 أكتوبر, وأدارت المفاوضات بشكل منفرد, مما جعل رهاناتها خاطئة وأوصلها إلى الوضع الراهن.

وأكد أنه لم يعد لدى الحركة خيارات سوى الانصياع للقرارات الدولية, لكون الموقف الحالي ليس إسرائيليًا فقط, بل أمريكيًا وعربيًا ودوليًا.

كما أشار إلى أن الفلسطينيين في غزة أصبح لديهم قناعة بعدم قبول حكم حماس في المرحلة المقبلة, محملين الحركة مسؤولية تدهور الأوضاع.

### تأثير حركات التضامن الدولي
وشدد المحلل السياسي على أن حركات التضامن مع القضية الفلسطينية مهمة, لكنها لا تملك تأثيرًا لحظيًا على مجريات الحرب, إذ لم تتمكن منذ بدايتها من إيقافها.

وأوضح أن تأثير هذه الحركات يكون تراكميًا, وقد ينعكس على المدى الطويل في نتائج الانتخابات في بعض الدول لصالح قوى متعاطفة مع القضية, مؤكدًا أن استمرار هذه التحركات يحافظ على حضور القضية الفلسطينية في الأجندة الدولية.