
هاي كورة (رأي خاص بالصحفي أنطونيو روميرو – As)
لم يكرس فلورنتينو بيريز سنوات في سعيه وراء كيليان مبابي من أجل مجرد تسجيل أهداف متفرقة في مباريات هامشية، بل أراده ليقود الفريق في اللحظات الحاسمة، ويكتب فصلاً جديداً في تاريخ النادي العريق، فإحضاره كان يهدف إلى إضافة بعد جديد لأسطورة ريال مدريد، وتعزيز مكانته كأحد عمالقة كرة القدم العالمية، فضلاً عن كونه لاعباً قادراً على قلب الموازين في أصعب الظروف، لذلك كانت الصفقة بمثابة استثمار استراتيجي طويل الأمد، وليست مجرد تعزيز هجومي عابر.
التأقلم في غرفة الأبطال
عندما وطأت قدما مبابي أرضية غرفة ملابس تعج بالنجوم، أظهر حذراً ملحوظاً، حيث لم يرغب في الإخلال بالتوازن القائم، وانعكس هذا الحذر على أدائه في بداية مسيرته مع الفريق، فكان يسعى للتأقلم تدريجياً مع البيئة الجديدة، واحترام التسلسل الهرمي داخل الفريق، وبمرور الوقت، بدأ يكتسب الثقة بالنفس، ويظهر إمكاناته الحقيقية، لكن هذا لم يمنعه من تقديم لمحات من موهبته الفذة، وتسجيل الأهداف الحاسمة.
التحدي الحقيقي في مدريد
في أروقة هذا النادي العريق، لا تُعتبر الجوائز الفردية ذات قيمة كبيرة ما لم تترافق بالإنجازات الجماعية، فالفوز بالألقاب هو المعيار الحقيقي للنجاح، وهو ما يطمح إليه كل لاعب يرتدي قميص ريال مدريد، فالنادي يولي أهمية قصوى للعمل الجماعي، وتحقيق الأهداف المشتركة، لذلك يسعى مبابي جاهداً للتتويج بالبطولات الكبرى مع الفريق، وإثبات جدارته بحمل قميص النادي الملكي، فالألقاب الجماعية هي التي تخلد اسم اللاعب في ذاكرة الجماهير.
القميص رقم 10 والقيادة المنتظرة
اليوم، بعد حصوله على القميص رقم 10، أصبحت الرسالة واضحة جلية، فالقيادة تنتظره بفارغ الصبر، والجماهير ستراقبه عن كثب، فمن المتوقع أن يضطلع بدور محوري في قيادة الفريق نحو تحقيق المزيد من الانتصارات، وعليه أن يثبت أنه جدير بحمل هذا الرقم الأسطوري، وأن يكون قدوة حسنة لزملائه، فالقميص رقم 10 يمثل رمزاً للفخر والمسؤولية في عالم كرة القدم.
إظهار الرغبة الجامحة في الفوز
عليه أن يظهر تعطشاً حقيقياً للفوز، وأن يقدم النسخة التي يتوق إليها جمهور البرنابيو، فعليه أن يبذل قصارى جهده في كل مباراة، وأن يقاتل من أجل كل كرة، وأن يظهر الروح القتالية التي تميز لاعبي ريال مدريد، فالجماهير تتطلع إلى رؤية أفضل ما لديه، وأن يساهم في تحقيق الانتصارات التي تسعدهم، فالفوز هو الهدف الأسمى الذي يسعى إليه كل لاعب يرتدي قميص النادي الملكي.
قيادة كتيبة تشابي ألونسو نحو المجد
الآن، حانت اللحظة المناسبة لقيادة كتيبة تشابي ألونسو، واستعادة الأمجاد التي غابت في الموسم الماضي، فهذا هو التحدي الأكبر الذي يواجهه مبابي في موسمه الأول بالقميص رقم 10، فعليه أن يكون قائداً ملهماً لزملائه، وأن يقودهم نحو تحقيق الانتصارات التي تعيد الفريق إلى القمة، فالمسؤولية كبيرة، والتوقعات عالية، لكن مبابي يمتلك القدرات والإمكانات اللازمة لتحقيق هذا الهدف، لذلك يترقب الجميع رؤيته وهو يقود الفريق نحو المجد.