«نحو آفاق جديدة» “جيلي” الصينية تطلق سربًا من 11 قمرًا صناعيًا لتعزيز شبكة إنترنت الأشياء

«نحو آفاق جديدة» “جيلي” الصينية تطلق سربًا من 11 قمرًا صناعيًا لتعزيز شبكة إنترنت الأشياء

خطوة نوعية في عالم الاتصالات، أطلقت شركة جيلي الصينية 11 قمرًا صناعيًا جديدًا لمنظومة Geesatcom التابعة لها، وذلك من مقاطعة شاندونغ، مما يعزز مكانتها في سوق الفضاء المتنامي.

تسعى جيلي، شركة صناعة السيارات العملاقة التي تتخذ من هانغتشو مقرًا لها، إلى بناء شبكة متطورة من الأقمار الصناعية في مدار أرضي منخفض، وذلك من خلال ذراعها المتخصص في الفضاء، “جي سبيس”، وهذه الخطوة تعكس رؤية الشركة الطموحة واستثماراتها الاستراتيجية في تكنولوجيا الفضاء.

مع هذا الإطلاق الأخير، ارتفع عدد أقمار “جي سبيس” الصناعية العاملة في المدار إلى 41 قمرًا، وتقترب الشركة بذلك من تحقيق هدفها في المرحلة الأولى، وهو الوصول إلى 72 قمرًا صناعيًا بحلول نهاية عام 2025، وفقًا لتقرير نشره موقع “techinasia” واطلعت عليه “العربية Business”، مما يؤكد التزام الشركة بتوسيع قدراتها الفضائية.

أهداف الأقمار الصناعية الجديدة

تهدف هذه الأقمار الصناعية بشكل أساسي إلى توسيع التغطية العالمية لتطبيقات إنترنت الأشياء، مع التركيز بشكل خاص على مجموعة واسعة من القطاعات الحيوية، بما في ذلك المركبات المتصلة، والتنقل الجوي الحضري، والاستجابة الفورية للطوارئ، بالإضافة إلى العمليات البحرية، مما يعزز كفاءة هذه المجالات ويساهم في تطويرها المستقبلي.

شراكات عالمية واسعة

تتمتع “جي سبيس” بشبكة واسعة من الشراكات مع مشغلي الاتصالات في أكثر من 20 دولة حول العالم، وتغطي هذه الشراكات مناطق استراتيجية مثل الشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا، وأفريقيا، وأمريكا اللاتينية، مما يتيح للشركة تقديم خدماتها وحلولها المبتكرة في مختلف الأسواق العالمية.

تخطط الشركة لإطلاق المزيد من الحلول المتطورة في الأشهر القادمة، وذلك بهدف تعزيز بنيتها التحتية للتنقل المتصل، مما سيساهم في تحسين تجربة المستخدم وتوفير خدمات أكثر كفاءة وموثوقية.

جاذبية سوق إنترنت الأشياء عبر الأقمار الصناعية

على الرغم من صغر حجم سوق إنترنت الأشياء عبر الأقمار الصناعية نسبيًا، إلا أنه يحقق أسعارًا مميزة، مما يجعله مجالًا جذابًا للاستثمار والابتكار، وذلك بفضل القيمة المضافة التي يوفرها الاتصال عبر الأقمار الصناعية في المناطق التي تفتقر إلى التغطية الخلوية التقليدية.

أقرأ كمان:  «انتبه قبل الفوات».. حالات المنع من الخروج النهائي في السعودية: دليل شامل لتجنب المخالفات

مقارنةً بالشبكات الأرضية، لا يزال سوق إنترنت الأشياء عبر الأقمار الصناعية أصغر حجمًا، لكنه يتميز بتحقيق إيرادات أعلى بكثير لكل اتصال، مما يعكس الطلب المتزايد على هذه التقنية المبتكرة.

في عام 2024، بلغ عدد اتصالات إنترنت الأشياء عبر الأقمار الصناعية 7.5 مليون اتصال فقط على مستوى العالم، وهو ما يمثل 0.04% فقط من إجمالي اتصالات إنترنت الأشياء، ومع ذلك، يتقاضى المشغلون ما بين 40 و70 دولارًا لكل جهاز شهريًا، وهو سعر يتجاوز بكثير أسعار إنترنت الأشياء الخلوية النموذجية، مما يؤكد القيمة الفريدة التي توفرها هذه التقنية.

يعكس هذا السعر المميز القيمة الكبيرة التي يوفرها الاتصال عبر الأقمار الصناعية، خاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى التغطية الخلوية، حيث يغطي هذا النوع من الاتصال 20% فقط من سطح الأرض، مما يجعله حلاً مثاليًا لتلبية احتياجات الاتصال في هذه المناطق الصعبة.

من المتوقع أن يشهد السوق نموًا ملحوظًا من 2.24 مليار دولار في عام 2025 إلى 5.52 مليار دولار بحلول عام 2030، مما يشير إلى وجود طلب قوي ومستمر على الرغم من ارتفاع التكاليف، ويعكس هذا النمو الثقة المتزايدة في إمكانيات هذه التقنية وقدرتها على تلبية احتياجات الاتصال المتزايدة.

تهيمن أقمار المدار الأرضي المنخفض (LEO) الآن على هذا المجال، حيث يفضل 63% من المشغلين استخدام هذه الأقمار على الأقمار الصناعية التقليدية الثابتة جغرافيًا، وذلك بفضل انخفاض زمن الوصول وقدراتها العالية على نقل البيانات، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لتطبيقات إنترنت الأشياء التي تتطلب استجابة سريعة وموثوقة.

استراتيجية جيلي لتطوير الأقمار الصناعية

بدأت جيلي في بناء قدراتها الفضائية في عام 2018 من خلال شركة جي سبيس، وذلك قبل أن تتبلور أهمية إنترنت الأشياء عبر الأقمار الصناعية بالنسبة لمعظم شركات السيارات الأخرى، مما منحها ميزة تنافسية كبيرة.

أقرأ كمان:  «تكتيك البروكسي» مدرب بروكسي يكشف سر الفوز على الزمالك: تعاملنا مع المباراة بجدية تامة

مكنت هذه البداية المبكرة الشركة من تطوير رقائق اتصالات عبر الأقمار الصناعية ووحدات تحديد المواقع الخاصة بها، والتي يتم إنتاجها الآن بكميات كبيرة وتستخدم في مجموعة متنوعة من سيارات جيلي، مما يعزز من قدرات هذه السيارات ويوفر تجربة مستخدم فريدة.

يعتبر هذا التوقيت استراتيجيًا للغاية، حيث وصلت الشركة إلى 41 قمرًا صناعيًا عاملاً في الوقت الذي يشهد فيه سوق إنترنت الأشياء عبر الأقمار الصناعية مرحلة توسع سريع، ومن المتوقع أن تستحوذ أقمار المدار الأرضي المنخفض (LEO) على 40% من سوق اتصالات الأقمار الصناعية بحلول عام 2030، مما يضع جيلي في موقع ممتاز للاستفادة من هذا النمو.

توضح شبكة شراكات جيلي الواسعة، التي تمتد لأكثر من 20 دولة في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، كيف ساهمت فترة التطوير التي امتدت لسبع سنوات في نضج التكنولوجيا وتعزيز مكانة الشركة في السوق، مما يعكس التزامها بالابتكار والتطوير المستمر.

يعكس معدل النجاح البالغ 99.15% وتوافر الشبكة بنسبة 99.97% في الاختبارات التجارية الخبرة التشغيلية الكبيرة التي اكتسبتها الشركة خلال هذه الفترة الزمنية الممتدة للتطوير، مما يؤكد قدرتها على تقديم خدمات موثوقة وعالية الجودة لعملائها في جميع أنحاء العالم.