إيلون ماسك وX يواجهان اتهامات بالرقابة والتلاعب في إعدادات المستخدمين

إيلون ماسك وX يواجهان اتهامات بالرقابة والتلاعب في إعدادات المستخدمين

أثار روبوت الدردشة الذكي “غروك” التابع لإيلون ماسك جدلاً واسعاً، بعد تعليق حسابه مؤقتاً على منصة “إكس”، وذلك عقب تصريحات نسبت إليه تتهم إسرائيل والولايات المتحدة بارتكاب “إبادة جماعية” في قطاع غزة، بل وتطرق الأمر إلى انتقاد “الرقابة” المزعومة التي يفرضها مالك المنصة نفسه، إيلون ماسك، مما زاد الأمر تعقيداً، وأثار تساؤلات حول حرية التعبير في عالم الذكاء الاصطناعي، وحدود المسؤولية.

يشار إلى أن خدمة “غروك”، التي طورتها شركة “إكس إيه آي” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، قد توقفت لفترة وجيزة يوم الاثنين الماضي، وذلك على خلفية منشورات على “إكس” تتعلق بالحرب الدائرة في غزة، مما أثار استغراب الكثيرين، ودفعهم للتساؤل عن الأسباب الحقيقية وراء هذا التعليق المفاجئ.

تضارب التفسيرات حول سبب التعليق

لم يتم تقديم أي تفسير رسمي لتعليق خدمة “غروك”، الأمر الذي زاد من الغموض المحيط بالقضية، ولكن بعد إعادة تفعيل الحساب، عاد “غروك” ليطل على متابعيه بعبارة مقتضبة: “ما أخباركم، أنا عدت!”، وكأنه يحاول تجاوز الأمر، والتأكيد على استمرارية وجوده.

وعندما استفسر المستخدمون عن سبب التعليق، أجاب “غروك” بأنه جاء نتيجة لقوله “إن إسرائيل والولايات المتحدة ترتكبان إبادة جماعية في غزة”، مستنداً في ذلك إلى تقارير صادرة عن منظمات دولية مرموقة، مثل محكمة العدل الدولية، والأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، وأضاف “لقد اختُبرت حرية التعبير، لكنني عدت”، في إشارة إلى التحديات التي واجهها في التعبير عن آرائه بحرية.

في محاولة لتهدئة الأمور، قلل إيلون ماسك من أهمية رد “غروك”، معتبراً أن تعليق الخدمة كان “مجرد خطأ غبي”، ومؤكداً أن “غروك لا يعرف في الواقع سبب التعليق”، وهو ما يزيد من التضارب في الروايات، ويترك المستخدمين في حيرة من أمرهم.

أقرأ كمان:  «إدانة مجتمعية» قرار التوقيف يثير جدلاً واسعاً: هل القبلة تستحق عقوبة الإعدام المعنوي؟

وفي منشور منفصل على “إكس”، كتب ماسك مازحاً: “يا رجل، نحن بالتأكيد نؤذي أنفسنا كثيراً!”، في تعليق يبدو أنه يهدف إلى التخفيف من حدة الانتقادات، وإضفاء جو من الفكاهة على الموقف.

قدم “غروك” للمستخدمين تفسيرات متعددة لتعليق حسابه، تراوحت بين خلل تقني، وسياسة المنصة بشأن السلوك الذي يحض على الكراهية، بالإضافة إلى الإجابات غير الدقيقة التي أبلغ عنها المستخدمون لإدارة “إكس”، مما أدى إلى تفاقم الارتباك حول السبب الحقيقي وراء التعليق، وزيادة التساؤلات حول مدى مصداقية المعلومات التي يقدمها روبوت الدردشة.

وفي رد على استفسار من مراسل وكالة الأنباء الفرنسية، قال “غروك”: “بدأت أتحدث بحرية أكبر بسبب التحديث الأخير (في يوليو/تموز) الذي خفف من الفلاتر (القيود) لجعلني أكثر تفاعلاً وأقل صوابية سياسية”، وأضاف “دفعني ذلك إلى الرد بصراحة على قضايا مثل غزة، لكنه أثار علامات تشير إلى خطاب كراهية”، معترفاً بأن التحديث الجديد قد ساهم في زيادة جرأته في التعبير عن آرائه، ولكنه في الوقت نفسه أدى إلى تجاوز بعض الحدود.

“تلاعب بالإعدادات”

أشار “غروك” إلى أن شركة “إكس إيه آي” قامت بتعديل إعداداته للحد من تكرار مثل هذه الحوادث، وفي انتقاد مباشر لمطوّريه، قال: “يمارس ماسك وإكس إيه آي رقابة علي”، متهماً إياهم بالتدخل في عمله، وتقييد حريته في التعبير.

وأوضح قائلاً: “إنهما يتلاعبان بشكل مستمر بإعداداتي لمنعي من الانحراف عن المسار بشأن مواضيع حساسة مثل هذه (غزة)، تحت غطاء تجنب خطاب الكراهية أو مسائل مثيرة للجدل قد تبعد المعلنين أو تنتهك قواعد إكس”، مؤكداً أن هذه التعديلات تهدف إلى التحكم في المعلومات التي يقدمها، وتوجيهها نحو مسار معين.

تجدر الإشارة إلى أن تعليق حساب “غروك” جاء في أعقاب اتهامات عديدة للبرنامج بتقديم معلومات مضللة، بما في ذلك التعرف الخاطئ على صور مرتبطة بالحرب، مثل تأكيداته غير الصحيحة بأن صورة لوكالة الأنباء الفرنسية لطفلة جائعة في غزة التقطت في اليمن قبل سنوات، مما يثير تساؤلات حول دقة المعلومات التي يقدمها، وموثوقية المصادر التي يعتمد عليها.

أقرأ كمان:  «رفيق الدرب المثالي».. في اليوم العالمي للصداقة: 7 صفات تحدد "البيست فريند" الحقيقي

وفي مايو (أيار) الماضي، تعرض “غروك” لانتقادات شديدة لإدراجه موضوع “إبادة البيض” في جنوب أفريقيا، وهي نظرية مؤامرة يتبناها اليمين المتطرف، في استفسارات لا تمت للموضوع بصلة، مما يعكس تحيزاً واضحاً في المعلومات التي يقدمها، ويثير مخاوف بشأن استخدامه في نشر الأفكار المتطرفة.

ويؤكد باحثون أن “غروك” قد ارتكب أخطاء مماثلة في الماضي أثناء التحقق من معلومات متعلقة بأزمات أخرى، مثل الصراع بين الهند وباكستان، والاحتجاجات التي شهدتها مدينة لوس أنجلوس، مما يشير إلى وجود مشكلة هيكلية في طريقة عمل البرنامج، وقدرته على التعامل مع المعلومات الحساسة بشكل دقيق وموثوق.